تعيش أمتنا العربية الآن مرحلة مهمة في حياتها، تجمع بين النهضة التي أخذت تدب في أوصالها لتشمل جميع مناحي الحياة، وبين حالة من التمزق والخلاف بسبب ما غرسه الاستعمار بين أبنائها من فتن، وما خلفه وراءه من آثار تشعل نار النزاعات بين حين وآخر.

ومما لاشك فيه أن قراءة صفحات تاريخنا ستلهمنا كثيراً من العبر والعظات وتضع بين أيدينا الدروس النافعة.

والكتاب الذي نقدمه الآن يسد نقصاً في المكتبة العربية التاريخية؛ لأنه يتناول تاريخ أمتنا العربية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى حتى الآن، مبرزاً أهم الأحداث التي وقعت في وطننا العربي وانعكاساتها على شعبنا، كما يبين أثر الاستعمار في كثير من الأحداث التي تسعى لتمزيق أمتنا، وتفتيت وحدتنا، وتعمل على تعميق خلافاتنا، كل ذلك حفاظاً على مصالحه في منطقتنا.

ونحن إذ نقدم هذا العمل الكبير إلى قرائنا الكرام لنشكر للمؤلف جهده، آملين أن يقرأه كل أبنائنا، ليقفوا على تاريخ أمتهم، فمن لا تاريخ له لا مستقبل له.

فبسواعدهم تبنى الأمة، وبعقولهم تستعيد مجدها وتتبوأ مكانتها.

الناشر