في كنف حدائق السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي العريق، تزهر أزهارًا ناصعة البياض، هنَّ نساء ارتبطن بخاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم، برباط الزوجية.
نساء اختارهنَّ الله سبحانه وتعالى ليكونوا شقائق القمر في سماء التاريخ الإسلامي، كنَّ قدوةً للعالمين في الأخلاق والفضائل. فهنَّ لم يكنّ مجرد زوجات، بل كنَّ أمهات للمؤمنين، وقائدات في المجتمع، وعالمات في الدين.
هنّ القلوب التي اختارها الله تعالى لتنبض بحب النبي صلى الله عليه وسلم، والأيدي التي حملت مشاعل الإيمان، والألسنة التي نطقت بكلام الله وبكلام رسول الله.
ففيهن تجتمع صفات الإيمان والعفة والحكمة والشجاعة، فكنَّ مثالاً يحتذى به في كل زمان ومكان.
عندما نتأملُ في سيرهنَّ العطرة، نجد أنَّ لكل واحدة منهنَّ خصوصية تميزها، ولكنَّهنَّ يتفقنَّ جميعًا في صفات الإيمان والتقوى والصبر والتضحية. فهنَّ قد تحملنَّ أعباء الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الدين، وشاركنه في مصاعب الهجرة والجهاد، وكانوا له سندًا وعونًا في كل خطوة من خطواته.
هنّ اللاتي روين لنا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظن سنّته، وبلغن إليّنا أخباره وأفعاله. ففي رواياتهن نجد كنوزًا من العلم والحكمة، ونماذج عملية للتطبيق الإسلامي في الحياة اليومية.