تعد قصيدة علقمة بن عبدة التميمي (طحا بك قلب) من عيون الشعر العربي التي أشاد بها، وأثنى عليها الأدباء والنقاد القدامى؛ وذلك باعتبارها واحدة من أروع القصائد العربية التي تدعو إلى التواصل، والترابط بين المجتمع، وتكشف عن القيم، والمبادئ التي كان يتحلى بها العرب حتى في أوقات الخصام والشنآن، ومن ثم جاءت هذه الدراسة (قصيدة علقمة "طحا بك قلب "بين خصوصية السياق ورمزية الدلالة)؛ لتكشف عن الأسرار البلاغية، والدفائن الأسلوبية التي جعلت هذه القصيدة تحظى بهذه المكانة العظيمة عند الأدباء والنقاد، وكيف أنها اتخذت من الملامح الدلالية العامة مطية ترمز بها عما انطوت عليه نفس الشاعر من قيم ومبادئ كان يقصد -بما لدية من خبرة وتجارب- إلى تحقيقها، والوصول إليها، مما يعد نواة لما عرف في الغرب بـــ (الرمزية) التي حرص الأدباء، والنقاد العرب على الاستفادة منها، ولكن دون احتفال منهم بربطها بتراثنا الأدبي القديم، وما له من تأثير فيها، وهو ما أرادت الدراسة أن تكشف عنه من خلال التحليل التطبيقي، والوقوف على الأسرار والدلالات اللغوية، والبلاغية التي تشي من وراء السياق أن الرمزية ليست وليدة العصر الحديث، ولا قرينة بالأدب الغربي، وأن عدها كذلك ما هو إلا نوع من التجاهل لحقائق واضحة في تاريخ الأدب الإنساني ، وقد اعتمدت في ذلك على المنهج التحليلي الذي يتخذ من أسرار الكلمات، والجمل والعبارات بمعونة السياق منطلقا يكشف به عما يكمن وراءها من رمز، وإيحاء يريد الشاعر من خلاله أن يحقق غايته، ويصل على مطلوبه، دون تكلف أو إغراق قد تنحو إليه المدارس الأدبية الحديثة.
الكلمات المفتاحية: (قصيدة – علقمة – قلب – السياق- رمزية – الدلالة)