من أوجه مسوّغات الاتجاه إلى إصدار طبعة جديدة لأيّ كتاب مقروء؛ بروزُ الحاجة الملحّة إلى إثرائهِ بفصلٍ جديد؛ يزيدُ من فائدته معرفيًّا وعمليًّا. وكم سعدتُ بما تلقّيتُه من ملاحظات الزملاء والباحثين والقرّاء الأعزّاء الشفوية والمكتوبة، التي دار معظمُها ﰲ فلكِ الرغبة بتنزيل أُطروحة الكتاب النظرية منازلَ الرّاهن السياسيّ والأيديولوجيّ العربيّ، واختبار مقولاتها واقعيًّا وعمليًّا.
لم يَطُلْ بي الوقتُ لإنفاذ هذه الرغبة، لسببين رئيسَين هما: وجاهةُ الاتجاه إلى تعزيز الطروحات التاريخيّة الفكريّة النظريّة بنموذجٍ تطبيقيّ عمليّ واقعيّ، وتوفُّر هذا النّموذج على نحوٍ ملموس وموثّق؛ فقد قُيّض لي الإسهامُ بورقة عمل أزعم أنها على جانبٍ كبير من الأهمية، ﰲ ندوة «الإسلاميون وتحدّيات الحكم ﰲ أعقاب الثورات العربية» التي ضمّت أبرزَ قياديّي ورموز الإخوان المسلمين ﰲ الوطن العربي، كما قُيّض لي أن أتابع الدَّور الإسلاميّ ﰲ المشهد المصري إبّان "الربيع العربي"، عبر عشرين مقالة موثّقة. وسأدع للباحثين والقرّاء الأعزّاء مهمّة الحكم على نصيبِ الورقة والمقالات من الموضوعيةِ ودقّة التحليل فضلًا عن نصيبِها من الاستشرافات والاستبصارات التي أكّدتها الوقائعُ والأحداث.
من مقدّمة الطبعة الثالثة
