هذا الكتاب ينبئ عن شخصية صاحبه واهتماماته وهمومه، إنه كاتب أديب، ومفكر حصيف، ملتزم بقضايا أمته وهمومها، مسكون بهاجس نهضتها ومشروعها النهضوي، ومنشغل بالسؤال الحضاري الكبير: كيف لهذه الأمة أن تستعيد عزتها ودورها الحضاري الذي عاشته ردحاً من الزمن غير قليل، قدمت خلاله للإنسانية دروساً في الأخلاق والتسامح والعدالة والتعايش الإيجابي بين أبنائها جميعاً؛ المخالفين في الدين، والمختلفين في الأعراق والألوان والألسنة، بجانب دروس العمران البشري في جانبيه المادي والمعنوي.
هذا الكتاب يؤكد أن كاتبه إنسان يحمل في عقله ووجدانه رسالة حضارية إصلاحية لأمته العربية والإسلامية، كان القلم وسيلة في تحقيقها، إذ أدرك أن النهضة لا تكون دون وعي يشمل الغايات التي تطمح الأمة في الوصول إليها، ويشمل الوسائل التي يمكن بها تحقيق هذه الغايات، إضافة إلى الوعي بما يمكن أن تواجهه الأمة في مسار نهوضها من تحديات وصعوبات، فقام مفكرنا وأديبنا الأستاذ إبراهيم العجلوني بشحذ همته وعزيمته فسخّر قلمه لهذا الهدف العالي، وهذه الغاية القصوى التي تتطلع إليها كل النفوس الحرّة الأبيّة في هذه الأمة.
هذا الكتاب بغزارة الموضوعات التي تطَرّق لها كاتبه، يتطرق إلى قضايا عديدة مما يدخل في علوم القرآن، وقضايا غير قليلة ذات صلة بعلوم الحديث وعلوم اللغة العربية، وقضايا عديدة ذات صلة بالفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية وأعلامها، وناقش قضايا في الثقافة والسياسة الأمريكية، وما تعانيه الأمة من المغالين والمتطرفين، وتطرق إلى قضايا الإستشراق بإيجابياتها وسلبياتها، وإلى تلاميذ المستشرقين ومقلديهم، وقبل هذا وبعده ومعه قضية الأمة الكبرى فلسطين، وموضوعات أخرى عديدة يضيق المقام عن ذكرها.
