أضعُ بين أيديكم هذا الكتاب المتواضع في عدد صفحاته، محاولا فيه تسليط الضوء على مفاهيم علمية واجتماعية من منظور مختلف عما هو معهود، فلقد تغيرت الكثير من المفاهيم الإجتماعيّة وقيم الأخلاق جراءَ الغزو الإلكتروني للمجتمعات البشرية من خلال وسائل التواصل الإجتماعيّ في هذا العالم المعاصر ونحن في بداية الالفية الثالثة منه، وأصبح من الضروري بمكان أن يعي مستخدموها العرب كيف بُنيت خوارزمياتها المختلفة، وما علاقة هذه الخوارزميات بمنظومة القيم الإجتماعيّة الإسلامية والعربية، ولاسيما أن واضعيها هم من الخبراء الأجانب الأعاجم، فلابد من ايجاد نقاط التقاطع بينها وبين مبادئنا العربية، ومواضع الاختلاف و التناقض أيضاً.
في كل فصل من هذا الكتاب أناقش فكرةً علميةً أو اجتماعيةً وأحياناً قصصيةً ذات اهتمامٍ اجتماعيّ واسع، أو فكرةً علميةً دارجة، ولكن تُطرح بمنهجيةٍ تحليليةٍ هندسيةٍ وعلميةٍ بحتة، هدفُها الوصولُ إلى مفهومٍ جديدٍ لذات الفكرة من منظور حدَثيّ مبني على المنطق ما أمكن، فقد تكون بعضُ المتوارثات من الأفكار والمفاهيم ابتعدت كثيراً عن مقاصدها، وناءت بعيداً عن اهدافها، أو قد فُرّغت من محتواها، وانتشرت شكلياً بين الناس بلا فائدةٍ تذكر. وبناءً عليه، لقد بُنيت فكرة هذا الكتاب على مناقشاتٍ من قضايا معاصرة، ومشاهداتٍ مجتمعيةٍ واقعية و افتراضيةٍ إليكترونية بذات الوقت، ولكن باستخدام أيدولوجيةٍ مختلفة، امتزجت فيها خبرةُ الغرب مع الشرق، والحلُّ والترحال في أقاصي الأرض وأدناها، وعلى مدار ما ينيف على خمسة عشر عاماً.
خلاصة القول، كلّي أملٌ أن ينال هذا الجهد المتواضع اعجابكم وبه إضافةٌ لمعلوماتكم، داعياً الله العلي القدير أن يكون علماً نافعاً لنا ولكم في الدارين، ولناشئةِ هذا الجيل الجديد، محطُّ الآمال، ونواةُ مستقبل الأمّة.
