登入選單
返回Google圖書搜尋
منظور فيجوتسكي - A Vision of Vygotsky
註釋

الحمد للّه القائل في محكم التنزيل: ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ* وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء* قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )، سورة البقرة، آية رقم 30-32. وورد الأمر بالقراءة مع الإشارة لكيفية حدوث التعلّم مع بدايات تنزّل الآيات على نبي الله وخاتم رسله في قوله  سبحانه في سورة العلق: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )، سورة العلق، آية 1-5، في أول سورة نزلت من القرآن على قول أكثر المفسّرين ( البغوي، 1412هـ؛ الطبري، 1422هـ ). وأصلي وأسلم على رسول الله الصادق الأمين الذي ثبت عنه قوله: « أنّْ اللهَ لم يَبْعَثْنِي مُعَنِِّتاً وَلا مُتَعَنِّتاً وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّماً مُيَسَّرَاً «، رواه مسلم.
أما بعد: فمن المعلوم أن التعلّم الإنساني لا يبتدأ من المدرسة ولا ينتهي عندها. تصوّر كهذا يُحتّم على جميع من يُعنى بشأن التربية والتعليم، بكافة مستوياته، مسؤوليات مجتمعية عديدة يجب على الفاعلين في حياة الناشىء الاضطلاع بها، في فترة التعليم النظامي أو ما يليها زمنياً. ولا يخفى على المراقب اليَقِظْ عما هو جارٍ في المشهد الثقافي والتربوي في المملكة العربية السعودية حرص العديد من الجهات الحكومية، والخاصة على حدٍ سواء، في الاستفادة من أية مبادرات علمية يتعدّى نفعها المجتمع الذي نبعت تلك المشاركات منه أصلاً. وليس من باب المبالغة أو حتى المصادفة في شيء أن يُثني المهتم بالشأن التربوي على كثيرٍ من تلك الجهود المبذولة لأُناس كثر والاشادة بمساعيهم الدؤوبة هنا وهناك. تتجلّى نماذج من تلك المساعي في نشر كلٍ من وزارة التعليم العالي، ومكتب التربية العربي لدول الخليج العربي لمجهودات علمية لمفكّرين غربيين في شتى المجالات لتخصّصات تربوية وتقنية، التي تُذكر فتُشكر.
إلى جانب مشاركات عديدة لدور النشر العربية، المحلية منها أو الإقليمية على حدٍ سواء في إصدار عددٍ من المراجع القيّمة والرصينة بشكلٍ متزامن. وللتدليل على بعضٍ من تلك الجهود يذكر المترجم على سبيل المثال لا الحصر نماذج لتلك الأعمال ككتاب: أُطر اللعقل، من تأليف: هوارد جاردنر، وكتاب: الأبستمولوجيا التكوينية، لمؤلفه: جان بياجيه ( صادر في عام 2003م )، وكتاب: البحث النوعي في علم النفس ( صدر في 1428هـ)، من تحرير: بول كاميك وآخرين.
واستمراراً للجهود نفسها فإن الكتاب الحالي، الذي يُسْعدُ المترجم أن يقدّمه للقارىء العربي ككتابٍ نوعي في طرحه، عملي وواضح في مُجمله، عارضاً لموضوعات ذات طبيعة تطبيقية في داخل الفصل المدرسي وخارجه، ومعتمداً في خلفيته على نظرية وجدت القبول لدى كثير من المهتمين النفسيين والتربويين لمفكّر وعالم نفس روسي هو: ليف سيمونوفيتش فيجوتسكي( 1896- 1934م ) Lev S. Vygotsky  ذا الشهرة الواسعة في العالم الغربي بوصفه علماً بارزاً يُضاهي في دراساته عالم النفس السويسري الشهير جان بياجيه J. Piaget، حيث اكتسبت أعماله انتشاراً عالمياً منقطع النظير، ويُعدّه علماء نفس النمو واحداً من أكبر منظريه (   Wertsch, 1985; Bruner, 1987; Valsiner, 1988; Kozulin, 1990; Van Der Veer & Valsiner, 1991 Wertsch, 1991; Karpov, 2003; Kozulin, 2003; ؛ عامود، 2003؛ ولفولك، 1431هـ؛ ميلر،2010م).    حيث عدّه كل من نوفل وأبو عواد ( 1432هـ ) “ المتحدّث البارز عن النظرية الثقافية التاريخية الاجتماعية “ ( نوفل وأبو عواد، 1432هـ: ص 87). ويضيف طه ( 1427هـ) إلى ما سبق أن نظرية فيجوتسكي عادت إلى الظهور، بعد إهمالها لعقود من الزمن، لتلعب دوراً مهماً في مسار علم النفس الارتقائي وفي تطبيقاته التربوية ( طه، 1427هـ ). وترى Woolfolk( 1431هـ) باقتراح نظرية فيجوتسكي بحاجة المعلّمين إلى إجراء أكثر من مجرد تنظيم البيئة للقيام بالاكتشاف بأنفسهم. لكن ينبغي توجيههم ومعاونتهم في تعلّمهم. وبهذا يكون لكل من المعلّمين والآباء والراشدين دور مركزي في تعلّم الطفل ونموّه ( Karpow & Haywood : In Woolfolk  1431 هـ ).