登入選單
返回Google圖書搜尋
نصوص مارقة
註釋

”في البدء؛ كان الكلمة.

كُنْ؟ فكنت!

ثم سديم من نور أبيض ناعم.

وكائنات نصف شفافة -لا تُدْرَك ماهيتها- تتحرك خلاله بنظام.

وهمس مُتشابك لمدة طويلة؛ كنت لا أسمعه، بل أحسه!

كان يتخللني كأني مخلوق شفاف؛ موجاته كانت تعبرني كيفما شاءت دونما عوائق!

وعيون كائنات تتفحصني من حين لآخر من وراء حجاب، لم أرها بوضوح كذلك؛ بل كنتُ أشعر بها.

آخرها؛ فهمتُ همسه: لقد خُلق جسده!

لم تكن هناك لغات أو آذان تسمعها، بل إدراك عجيب لبعض مما حولي!

لم يطل بي التعجب، فقد انجذبتُ بعيدًا عن النور بخفة لا مثيل لها، ولجتُ معبر متباينة ألوانه. وفجأة؛ شعرتُ بهزة الحياة، وبثِقَل الجسد الصغير المُنكمش -من حولي- في رحم أمي.

هزة تركتني في خِضَم لذة عارمة، تفتتت آثارها مدة شهور لاحقة: أصبحتُ مرتبطًا بجسد، أشغل حيز، لا تخترقني الأصوات ثانية بل تصطدم بي، وأصبح نِدّاً لكل كائن متجسد.“