الشاعر الموريتاني مكر مفر مقبل مدبر، وكذلك أقبل على تخليد حدث الاستقلال أما ما يميز هذا الإقبال فهو القطيعة الأدبية شبه الكلية بين النصف الأول من القرن العشرين الذي هو عهد مقاومة، حيث لا توجد أشعار تخلد وقائع المقاومة يمكن الانطلاق منها إلى أشعار النصف الثاني من القرن العشرين الذي هو عهد الاستقلال. ونحن وإن كنا نلمس في النصف الأول من القرن العشرين أشعارا تدعو إلى المقاومة والجهاد كما هو الحال عند الشيخ محمد المامي ومحمد العاقب ولد مايا بيوالشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا فإن هذه الأشعار كانت تعكس دعوات للجهاد لا تخليدا لوقائع المقاومة ولم نحصل فيما طالعنا ولا عند من قابلناهم على شعر يخلد وقائع المقاومة -سواء على مستوى المقاومة الأولى على الضفة اليسرى أو الثانية التي بدأت على الضفة اليمنى بعد هزيمة الأمير محمد لحبيب في الترا رزة وامراء البراكنة مثل المختار ولد سيدي ومحمد ولد سيدي قائد معركة الركبة ـبكاف معقودةـ ضد الجنرال فدرب.