معظم ما هو مكتوب عن الفكر التربوي الإسلامي والتربية الإسلامية والإسلام والتربية أو أية أضافات إلى هذه العناوين لا يكاد يتجاوز أمرين: أحدهما التوجيهات التربوية في القرآن الكريم والسنة النبوية، وثانيهما التراث التربوي الإسلامي، وهما مصدران عظيمان لا مجال للتقليل من شأنهما، لكنَّ قليلاً من هذه الكتابات تناول حضور تلك التوجيهات، أو كيفية حضورها، أو القيمة الحقيقة لذلك التراث، في الفكر التربوي والممارسات التربوية في الواقع المعاصر.
ومعظم السائد من الفكر التربوي والممارسات التربوية المعاصرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية محض صدى للخبرة التربوية التي نشأت وتطورت، ولا تزال تتطور، بعيداً عن حضور الرؤية الإسلامية؛ الأمر الذي يستدعي إعمال هذه الرؤية في التحليل النقدي لهذه الخبرات وتمييز ما يصلح منه لمجتمعاتنا الإسلامية، ويسهم في إغناء الحضارة المعاصرة وترشيدها.
وهذا الواقع هو ما حاول هذا الكتاب أن يسهم في معالجته، معتمداً منهجية التكامل المعرفي في بناء صورة للفكر التربوي الإسلامي المعاصر، في مفاهيمه ومصادره وخصائصه وموضوعاته ومشكلاته وسبل إصلاحه.