إنَّ البحث في الإعجاز القرآني لهو خطوة نحو مشروع علمي لا ينتهي بوصفه نصًّا مفتوحًا على تأويلات شتَّى، وقراءات كثيرة في فروع ومجالات جديدة ومتجدِّدة معًا. فما قُدِّم، مظهرٌ من مظاهر الإعجاز البياني – إن صحَّ هذا الزَّعم - ووقفةٌ أمام عتبة تحفُّها المخاطر لأننا أمام نصٍّ إلهي، وتعبير قرآني بديع، وكتاب لا تنقضي عجائبه إلى يوم الدِّين؛ كما ألفينا بعض اللُّغويين ومن بينهم ( فاضل صالح السامرائي ) لا يُجيز حتى استعمال كلمة ( إعجاز ) ويفضِّل كلمة ( تعبير )، والسَّبب أنَّ العقل البشري لا يُمكنه الولوج إلى هذا العالم إلا وهو صاغر لا يمكنه الجزم في حقائق التنزيل، وأنَّ كلَّ ما كُتب قديمًا وحديثًا في هذه المسألة هو شيئ عن الإعجاز وضرب من الاجتهاد الذي قد يحفُّه الشَّطط والزَّلل في كثير من الأحيان.