登入選單
返回Google圖書搜尋
إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي
其他書名
إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي
出版Al Arabi Publishing and Distributing , 2019
ISBN97731945749789773194574
URLhttp://books.google.com.hk/books?id=RQiKDwAAQBAJ&hl=&source=gbs_api
EBookSAMPLE
註釋

 

ربما كانت هوية الاعلام في أي مجتمع من المجتمعات هي انه صاحب الرسالة النبيلة والسامية التي تستهدف الارتقاء بالوجدان وتثقيف الانسان والارتقاء بسلوكياته وتهذيب الذوق العام - الذي شهد انحدارا غير مسبوق وتراجعا في السنوات الستة الاخيرة في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 - وتشكيل الوعي الصحيح وغيرها من  الغايات التي تصب في المصالح العليا للوطن وتسهم بشكل مباشر في تنميته والارتقاء به من خلال الالتزام بالاخلاقيات والمهنية في العمل.

 والاعلام ينبغي ان يضم نخبة متميزة من المثقفين بجد ومن الاعلاميين الذين استطاعوا الجمع بين مهنة الاعلام من حيث النظريات والمعارف العلمية والخبرة التي تثقلها الممارسة العملية وليس مجرد شهادة – مضروبة- للالتحاق بالنقابة التي تمنح رخصة المزاولة الصحفية والاعلامية بل يجب التدريب الجيد علي ممارسة المهنة ربما التفرغ لها وفي كل مجالات الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤءة.. وبهولاء الاعلاميون نهضة الاعلام ونجح في تحقيق رسالته وغايته النبيلة المبتغاه. لكن الواقع المؤلم الذي نعيشه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نعيش فوضي اعلامية ليس لها مثيل وإعلام يملي علينا شروطه بقوة ويمارس بلا ضوابط واحكام فقد بات اعلامنا مجالا للمتسلقين والمزايدين وأصحاب الهمبكة الاعلامية الذين يمارسون الفهلوة والمحسوبية ويقتحمون العمل الاعلامي بالوسطات والعلاقات النفعية المتبادلة مع الاخرين – شيلني واشيلك - ويخترعون مصطلحات جديدة غير مفهومة والتي تسعي جمعية حماية المشاهدين التي يرأسها الاستاذ الدكتور حسن علي الخبير الاعلامي لرصدها وتوثيقها ومن هذه المصطلحات "الرونق العام" و"السلم العام" "الامن الاجتماعي" "الاستقرار الدولي" "عمل نفسه من بنها" "السلام الاقتصادي والسياسي"  و"نشر مناخ تشاؤمي "و"الاخبار المحبطة" و"المثبطة "الاخبار المنشطة" الاخبار الساخنة "الناشط السياسي" والدكتور الناشط الجنسي" "طفلة البامبرز" "الاستاذة الجامعية الراقصة" وبرامج الهري""وبرامج النميمة والنفسنه والفسفنة والبرامج الجريئة" "أجرأ قناة في الوطن العربي" "حوارات بدون سقف"..  وبرامج صراع الديوك "مذيع حريقة " و" المذيع النجم".. و"جماعة الخرفان الارهابية وقناة الخنزيرة الاسرائيلية..! وغيرها من المصطلحات التي لا يتسع المقال لذكرها والتي تؤكد مدي الفوضي الاعلامية التي نعيشه! فاصبحت مهنة الاعلام مهنة لمن لا مهنة له او مهنة اضافية لكل من هب ودب فاصبح كل من يعتزل كرة القدم يهرول سريعا الي برامج التوك شو لكي يقدم برنامجا رياضيا او تحليلا لمباراة كرة قدم من منطلق نظام "السبوبة" أو النحتاية " ومنهم من يطلق علي نفسه مؤسس الاعلام الرياضي في مصر والوطن العربي! ومن المحامين من يخترق الاعلام وبرامج التوك شوز مثل المحامي "الدولي" الشهير الذي يقدم برنامجا علي  احدي شاشة الفضائيات ومن اعضاء مجلس النواب يقدم برنامج شهير علي احدي الفضائيات ويعطي له معظم الوقت دون التفرغ الفعلي لقضايا الامة والشعب.. ومن اساتذة الجامعة من يتولي رئاسة تحرير صحيفة كبري بالمخالفة وهو ليس عضوا نقابيا ودائم الظهور كضيف في الفضائيات وهو شهير بقضايا الجنس والدين والسياسة, كما يهرول أهل الفن والمزمار الي تقديم برامج توك شوز سياسية والتوسع فيها وتصديهم للتحليل السياسي احيانا وناهيك عن دخول الطباخين مجال الاعلام حتي صاروا شخصيات عامة الان وانتشار البرامج التافهة مثل برنامج الثلاثي فضلا عن سعي إحدي الراقصات لتقديم برنامج دينيا في رمضان المقبل! حتي وصل الامر الي إعلان استاذة الجامعة "الراقصة" الترشحها لرئاسة الجمهورية 2018 تحت شعار :"هدلع الشعب المصري والرقص هو الحل"!!