登入選單
返回Google圖書搜尋
الإمام أبو حامد الغزالي مربيا
註釋اتسمت أعمال الإمام الغزالي والمفاهيم التي تناولتها كتبه بالاعتدال بعيدًا عن التطرف والإفراط أو التفريط، مما جعلها مدرسة أخلاقية قيِّمة لا يستغني عنها أي مجتمع، إن أراد تحقيق التوازن والاستقرار الضروريين لتحقيق التقدم والنماء. فلم يترك الإمام الغزالي رحمه الله فئة من فئات المجتمع إلا وتوجه إليها بالدعوة إلى التهذيب وحسن الخُلُق، كما أنه لم يدع مجالًا من مجالات التهذيب وحسن الخلق إلا طرقه، وعلى رأس ذلك معاملة الإنسان لمن حوله من الناس، والذين عليه أن يعاملهم المعاملة التي يرضاها لنفسه، وأن يتسم تعامله معهم بالألفة والمحبة؛ لأن الألفة ثمرة حسن الخلق، والتفرق ثمرة سوء الخلق، فحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف والتوافق، وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر. ومن حسن الخلق أيضًا ألا يحمل الإنسان الآخرين على ما يريد، بل يحمل نفسه على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع، ودعا الإنسان -أيًّا كان موقعه حاكمًا أو محكومًا- إلى طلب العلم والعمل به مهتديًا بالشرع، وأن يكون مخلصًا ومتقنًا لعمله، سواء أكان العمل من أعمال الدين أم من أعمال الدنيا وكسب الرزق. كما دعا الإنسان أن يكون صبورًا، يتحمل المصاعب والمتاعب التي يتطلبها العلم والعمل، ومتوكلًا على الله سبحانه وتعالى، ونصحه بعدم ذل نفسه بالنفاق والرياء والتذلل للآخرين في سبيل المال والجاه وتحقيق المصالح الخاصة. أما بالنسبة للأمراء والسلاطين وغيرهم من المسئولين، فقد طلب الإمام الغزالي منهم التواضع للرعية وعدم الكبر والتعالي عليها، ونصحهم بالعدل بين الرعية، فالسلطان العادل هو من عدل بين العباد، وحذر من الجور والفساد؛ لأن السلطان الظالم شؤم لا يبقى ملكه ولا يدوم. Descriptor(s): MORALS | CUTTINGS | PHILOSOPHERS' SUFISM