كتاب «العولمة: المسيرة البشرية لإدراك المشتركات الإنسانية - قراءة ضد التيار» للكاتب والباحث "الدكتور محمد محفوظ " هو دراسة في الأبعاد الفكرية والمادية والمجتمعية والإنسانية لظاهرة العولمة، ويتضمن أربعة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والمراجع.
يقول " الدكتور محمد محفوظ " في مقدمة الكتاب:
الكتاب يعرض محصلة من الأفكار والاتجاهات والرؤى والتحليلات التي انشغلت بالعولمة، ولكن من خلال تضفيرها في إطار نظري يؤسس لرسم ملامح واضحة للعولمة كظاهرة. ذلك أن الظواهر الكبرى نظراً لضخامتها وتشعب امتداداتها قد تتشتت جهود رصدها، بما يجعلها تحتاج من حين إلى آخر لربط تلك الجهود في ضفيرة واحدة، قد لا تخلو بالضرورة من وجهة نظر (مُضفِّرها) أو بالأحرى كاتبها، ولكنها تتضمن تشكيلاً يبرز بعض من ملامح الظاهرة وأبعادها؛ بما يفضي إلى وضع خريطة لبعض من معالم الطريق، ربما لا تقود إلا إلى بضعة خطوات منه، ولكنها تساعد على بدء الرحلة وثقل التجربة.
لذلك؛ فإن الكتاب الماثلة تعرض للأبعاد الفكرية والمادية والمجتمعية والإنسانية لظاهرة العولمة. بحيث تقترب من أبعادها الفكرية عبر مداخل (تاريخية) و(معرفية) و(فلسفية) لتوضيح الإطار والمضمون الفكري للظاهرة.
كما تقترب من أبعادها المادية من خلال عرض (مظاهرها) و (مؤسساتها) التي تمارس من خلالها فعالياتها في الواقع المادي.
بينما يتعرض لأبعادها المجتمعية من خلال جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية؛ التي تمارس أثرها بالسلب أو الإيجاب في بنية المجتمع، وتمتد بالتأثير إلى الوعي الاجتماعي لجماهيره.
وأخيراً؛ تعرض الكتاب للأبعاد الإنسانية لظاهرة العولمة، بما يوضح علاقتها بالإنسان كفاعل في البيئة المحيطة به ومنفعل بها، وكباحث عن المعرفة حول ذاته وحول الكون من حوله.
ولعل مصطلح العولمة بما ناله من سوء السمعة - عن جدارة واستحقاق أو عن ظلم وتجني - قد أصبح يفرض فهماً جماعياً يلقي بظلاله القاتمة مسبقاً على وعي المتلقين لأية دراسة جديدة عن الظاهرة. ولذلك ترجو هذه الدراسة من قارئها أن يحرر وعيه من الأحكام المسبقة، أملاً في تعظيم قيمة هامة ربما تكون غابت عن حياتنا الفكرية المعاصرة، وهي: أن النتائج لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال مقدمات منطقية.
