تتناول هذه الدراسة شعر الإمام عبد القادر الجيلاني تناولا ينطلق من البنية اللغويّة للنصوص من وجهة نظر أسلوبيّة، تهدف إلى الكشف عن الخصائص التعبيريّة في شعره، وبيان مظاهر التميّز فيه، وتوضيح العلاقة بين مستويات النصوص الأربعة (الإيقاعيّ، والتركيبيّ، والبلاغيّ، والدلاليّ)؛ ذلك أنها تتمازج في نسيج العمل الأدبيّ لتحقيق الغاية التي يسعى إلى تحقيقها المبدع. وجاء اختيار الاتجاه الأسلوبيّ؛ لأنه يحاول أن يؤسس لقراءة تنبني على أسس موضوعيّة، وتبتعد عن الانطباعيّة والذاتيّة؛ فهو يعتمد البنية اللغويّة منطلقاً أساسياً في عمله، ويستثنى قدر الإمكان، ما هو خارج عن النص من حقائق تتصل بحياة الشاعر وسيرته الذاتيّة، أو أحكام نقديّة تقليديّة تسبق اختبار النصوص نفسها. وجاءت هذه الدراسة محاولة قراءة شعره قراءة أسلوبيّة، تعنى بتحليل الظواهر التركيبيّة، والإيقاعيّة، والبلاغيّة، والدلاليّة، سعيا إلى استكمال الجوانب الناقصة في دراسات سابقة عنيت بشخصية الجيلاني، والمؤثرات المختلفة في حياته وعصره، سواء أكانت دينية أم اجتماعية أم تربوية، ولم تعط لجانب الأسلوب الشعري أهمية أو أولوية.