كانَت الزهراء (عليها السلام)، وَمازالَت، مُعجِزَة خالدة، وَنورًا أفاضَهُ اللهُ تَعالى على المَخلوقات جَميعًا، وَبَلْسَمًا يُداوي جِراحات المُعَذَّبين، وآيةً للمُؤمنين، وَصَرخَةَ حَقٍّ بوجه الظالمين والطّاغين.
إنّ الحقيقةَ الفَاطِمِيَّة أفاضَت على المَوجودات بأَسرِها أَشَعَّةَ هُدى وَمَعالِمَ إرشاد، يَستَضيءُ بِها المُحبّون وَيَستدلّ بها القاصدون؛ فَهِيَ حِصنُ الإسلام، ولولاها مَا بقيَ للإسلام أسمٌ ولا رَسم، وبدون الإقرار بولايَتها لَم تَكتَمِل نُبوَّة نَبيٍّ أو رَسول أو وصيّ، وأنَّ المُؤمنينَ لَم يَستَكمِلُوا حقائق الإيمان إلا من خلال مَعرفتها، وَمَعرفَة النَبيّ أبيها وَالوَصيّ بَعلها، فَهِيَ البَرزخ الرَّابِط بَيْنَ النُّبُوَّةِ العُظْمَى وَالوِلَايَةُ الكُبْرَى.
الزَّهْراء (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، وَمُنذُ بداية خَلقِ الخَلق، كانَت هِيَ النُّورُ المُوصِلُ لمقام معرفة الله، ومراتب التّكامل، وأنَّها وسيلة النّجاة، وَضَمير البقاء، وأنَّ بمعرفتها يَكتمل الدّين، وَيُعبد اللهَ حَقَّ عبادته.