登入選單
返回Google圖書搜尋
الإسلام والتنمية المستدامة
註釋

 هل يمكن أن تكون مبادئ الإسلام ورؤاه أُسسًا للنهضة الحديثة ؟

هذا هو السؤال المحوري الذي يسعى المؤلف في هذا الكتاب إلى الإجابة عنه انطلاقًا من علم الأصول عامةً، ومن مفاهيم الفروض الكفائية والعينية خاصة، فيكون المنطلق أكثر تحديدا، مرتبطًا بشكل مباشر بقضايا الحضارة. وبعبارة أوضح، يسعى إلى ربط مبادئ الالتزام والوجوب اللذين قدمتهما الفروض بقضايا الحضارة والاستخلاف الإنساني، والتنمية المستدامة، وهي قضايا الساعة التي تلحّ على كل الأمم ؛ النامية منها التي تركض لتعالج مشكلات الفقر والبطالة والتخلف ؛ والمتقدمة منها التي تريد الحفاظ على مستويات المعيشة لشعوبها. 

و يشكّل فهم الفروض - عينية وكفائية – وسبل تطبيقها، المحور الأساس في هذا البحث، لأنها تمثل المنطلق الأصولي الذي تم البناء عليه في فصوله، واتخذت من رؤاها منطلقات لرؤية الواقع الإسلامي المعاصر، ومحاولة الخروج من المآزق العديدة التي تواجهه، وهي مآزق تتصل بالوجود الحضاري للأمة، ومشكلات التنمية والتقدم والاضطلاع بمهام الاستخلاف الإنساني، فمن الأهمية بمكان، أن يكون للمسلم - البسيط والمثقف والعالم – مرجعية أصولية كبرى، تنظِّم تفكيره، وتحدد بوصلته في الحياة، وهذا أيضًا ما يجب لصانع القرار - سياسيًا واجتماعيًا واستراتيجيًا وثقافيًا – أن يعيه، حتى توضع خططه على مبادئ إسلامية راسخة لبناء النهضة القادمة في الأمة الإسلامية، بعيدًا عن الرؤى المجتزئة، والشذرات المتناثرة، التي قد تجيب عن أسئلة جزئية، وتظل الأسئلة الكلية عن الكون والحياة والحضارة دون إجابات واضحة، تربط المسلم بدينه وعالمه وآخرته...