السلام هدف غال ورغبة أكيدة تتطلع إليها البشرية في تلهف وتشوُّق، ولا يدرك قيمة السلام الحقيقية إلا من عاش الحرب واكتوى بنارها، ورأى وسائل الدمار والخراب، وهي تنشر الرعب بين الأبرياء، وتهدم المنشآت، وتهلك الحرث والنسل.
ودين الإسلام الذي ينشد السلام ويؤمن به ويحض عليه، وينادي بتعميمه، لا يؤمن به إيمان من يتحدث عنه ويردده للتمويه وذر الرماد في الأعين، بل هو عنده عنوان وشعار يردده المسلمون في العبادة وفي التحية وفي كل آن وفي كل مكان.
عقيدة السلام معناها أن لا أحد يهين كرامة أحد، ولا يستعبد إنسان أخاه الإنسان؛ عقيدة السلام في الحرب هو لتحرير العباد من أئمة الإجرام والضلال؛ بيد أن السلام في الإسلام هو الأصل، ولا يُلجأ إلى الحرب إلا لمنع الاعتداء ورده، ودرء الفساد ووأده، بل يصرح كتاب الله تعالى بأن الثمرة المرجوة في اتباع الإسلام هي الاهتداء إلى طريق السلام.
العبيكان 2016