登入選單
返回Google圖書搜尋
حديثك يشبهني
註釋

 وصلتُ وشيء من وميض قلبي يتناثر مع كل خطوة أطرق بها بساط الأرض، عند أول طورٍ في نطفةِ الغروب.. ومع انسحاب الخيط الأخير من الإشراق، أنفاسي تسابقني، وصوت لهاثها يعلو ويعلو، حتّى صم عني ضجيج المدينة. صوب المكتبة اتجهت.. لم أكن أعرف أن مجرى حياتي سينحدر إلى جرف لا أعلم كيف أقاوم تياره. كنت جميلة، كنت أشعر بذلك!

وما إن يمر من خلالي الحب، حتى أشعر أني اكتملت كالبدر في صورة الشاعر الجاهلي، كأني يراعة أشابه القمر في وميضه، أقامر الليل في حنينه، وأغدو المضيئة الوحيدة في العتمة، كالماسةِ في جنح الظلام.

في السيارة، تنتظرني أمي عند باب المكتبة. في العادة، لا أستطيع الخروج بمفردي لأي مكان. في صغري، كانت جليسة الأطفال ترافقني دائما، وعندما كبرت، تولت أمي مهمة المراقبة. لا أدرى لماذا يمقتني أهلي بهذا الأسلوب، ويحاصرونني وكأنهم سياجات متنقلة تأسرني على الدوام!