مثّل التحوّل من موضوع الأرض إلى موضوع الذات في مسار محمود درويش الشعري تحوّلا في الرؤية من الخارج إلى الداخل ولكن في إطار الخطاب الشعري نفسه الذي وضع من خلال لغته الإبداعية الحدود الفاصلة بين العالم الواقعي و وجود الذات فيه، وبين الرؤية النصية للعالم وللذات داخل هذا الخطاب.
وانطلاقا من هذه الفكرة برزت الذات النصية من خلال مجموعة من التمفصلات الموضوعاتية التي تستند إلى اللغة الشعرية في إثبات حضورها، والمتميز في التمفصلات أنّه يمكن اعتبارها موضوعات منفصلة ذات حدود واضحة يمكن أن تكوّن كل واحدة منها ذاتا منفصلة. والتضافر الموضوعاتي بين هذه الذوات/التمفصلات يساهم في رسم الصورة الكبرى للأنا من خلال علاقات الانسجام التي تنشأ بين جزئياتها وتعمل على ترابطها في هذا الخطاب.