``فن صناعة الفخار من الناحية التاريخية من بين أوائل الفنون التى ظهرت على الأرض فقد صنعت أقدم الأوانى بالأيدى من الطين الخام المستخرج من الأرض، ولعل لقاء البدائي بالخامة كان قد أسفر عن الشىء الذى لم يكن يسميه فناً كما نسميه اليوم، بل هو تلبية لاحتياجاته الملحة للوعاء . ومما لا شك فيه أن توافر خامة معينة أو أكثر بشكل ميسر فى مكان وزمان معينين جعل الإنسان يلجأ إلى استخدام هذه الخامات أكثر من غيرها سواء أكانت على طبيعتها أم بعمل المعالجات اللازمة لها، وتكون النتيجة الحتمية أن تخرج هذه الأعمال معبرة عن هذا المكان ومرتبطة بتلك الخامات . ومن الحقائق الثابتة تلك الشهرة الواسعة التى اشتهرت بها بلادنا على مر العصور بحب هذا الفن وإنتاجها الضخم والمتنوع من الأعمال الفخارية والخزفية التى دلت بوضوح على مهارة الفنان الذى عاش عبر القرون على هذه الأرض الطيبة، يعالج هذه الصناعة بفهم عميق لأصولها وذوق سليم وخبره ووعى بأسرارها، فقدم إلى الإنسانية تراثاً هائلاً مازال حتى اليوم قِبلة الأنظار ومثار اهتمام الباحثين والمشتغلين بهذه الفن . وقد واجه الخزف، تطورًا سريعًا وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين. فبالرغم من أن المفهوم الشائع لدى الناس أن الخزف لا يتعدى الأغراض التقليدية في الاستخدام مثل أواني الطهي وأدوات المائدة، وكذلك الخزف الصحي إضافة إلى سيراميك الحوائط والأرضيات، إلا أنه لم تعد كلمة خزف كافية لوصف وتحديد مجال واسع من المنتجات والأجسام والتقنيات السيراميكية التي تتنوع في أشكالها وبنياتها. ومن ذلك يتضح أن مفهوم الخزف كفن وعلم لم يعد يقتصر على تلك المفاهيم الشائعة التقليدية، وإنما أصبح أكثر تطورًا وأهمية حيث أصبحت مجالات الاستفادة من الخزف عديدة ومتسعة فالخزف يدخل الآن فى كثير من مجالات الحياة ``
Descriptor(s):
CERAMICS | CERAMIC ART | CERAMICS INDUSTRY | HANDICRAFTS | POTTERY