شهدت الحضارة الإسلامية انحطاطاً واسعاً شمل كافة مجالات الحياة خلال القرون الخمسة الماضية، بعد أن شهدت فترة طويلة من الازدهار والتنمية الشاملة. ويثير هذا العديد من الأسئلة، منها: ما هي العوامل التي مكنت المسلمين من تحقيق تلك النجاحات الباهرة في القرون الأولى من عمر الإسلام؟ وما الذي تسبب في وصولهم إلى ما هم فيه من ضعف وهوان؟ هل الإسلام هو المسئول عن ما حاق بهم من انحطاط، أم أن هناك عوامل أخرى لعبت دوراً في ذلك؟ يحاول المؤلف في هذه الدراسة العميقة الإجابة عن هذه الأسئلة باستفاضة، ويقدم برنامجاً للإصلاح.
والكتاب دراسة متعددة التخصصات تركز على أسباب انحطاط المسلمين، وعلى طبيعة الأزمة الراهنة التي يمرون بها، وتتصدى لمسائل تتعلق بالحضارة الإسلامية في سياق المصفوفة العالمية، فتحدد العناصر الرئيسة لإستراتيجية شاملة للإصلاح وإعادة البناء، نابعة من رؤية الإسلام الأخلاقية، والروحية؛ إستراتيجية تحشد العوامل الاقتصادية، والسوسيولوجية، والسياسة، والتكنولوجية، لإعادة بناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية. ويعد هذا نموذجاً جديداً للإصلاح يحقق التكامل بين الأبعاد المعنوية والمادية، وينسجم مع الروح التاريخية للأمة الإسلامية.
والكتاب مساهمة قيمة في تطوير الفكر الاجتماعي- الاقتصادي الإسلامي في عصرنا الراهن، يفتح آفاقاً جديدة للخطاب الفكري والحوار بين العلماء المسلمين، ويوفر أساساً متيناً لصناعة جديدة للسياسات، وإعادة الهيكلة الاجتماعية- الاقتصادية للمجتمع الإسلامي.