登入選單
返回Google圖書搜尋
المجترآن على القرآن: دراسة نقدية لاجتراءات محمد أركون ونصر حامد أبوزيد
註釋

 يقع فى وعى المؤمن بحق، الذى يحب الدين الخاتم ويسعى لإقالته من عثرته، أن المسلمين إذ تخلفوا فليس بسبب الدين كمعتقد أو شريعة..وإنما بسبب تضييعهم للدين كمعتقد وشريعة، كما يقع فى خلدهم أيضًا أن القرآن الكريم كتاب الله المكنون، لعله الأثر الحانى ذو الحلاوة الربانية الذى عطفت به السماء على الأرض، ومن ثمّ فهو نص مقدس ..لا قدسية القبول المقدس وحده..ولكن قدسية القبول العقلانى والمنطقى مضافًا إلى قدسية المقدس بحكم تنزيله من عند الله ، ونزوله على خاتم رسل الله، فهم خطاب عقلانى لا أداتى..منطقى لا مسلماتى..يؤيده العقل وينصفه المنطق و يحارا فى فهمه معًا..

وبذات القدر من هذه المسلمات أيضًا يقع فى وعى المؤمن الصادق إمكانية نقد الخطاب الدينى الذى تعثر كثيرًا وبدّل وضيّع وهدم أجيالاً كانت كفيلة  ببناء أمة قوية عزيزة، أو نقد فهوم التراثيين للنص من تفسير أو سيرة أو ما يلحق بالنص من علوم تراثية، أما أن يطال النقد النص ذاته كنص ومتن منزل من عند الله، فهذا ما لا يستسيغه العقل الإيمانى، ولا العقل المنطقى، بل كلاهما ضد أى نقد للنص، لا بحكم قدسية المقدس  فقط، ولكن بحكم منطقية وعقلانية المقدس أيضًا، فإذا أضيف العقل إلى سر التقديس صار ذا درجة رفيعة من اليقين الذى لا يحيط به شك، لذا فإن العقل الإيمانى يرفض الاجتراء على النص وإن كان يؤيد الاجتراء على الدعوة والدعاه ونظمهم التى خالفت صحيح الدين وعمق مقاصده فى كثيرٍ من الأحيان، ومن ثمّ بات التنبيه على ضرورة تجديد التراث، فهذا مطلب حتمى وشرعى..وبذات الحتمية والمشروعية تُفرض على الأمة المؤمنة ضرورة احترام كتاب الله المكنون والعمل به بدلاً من نتق العقول وتخريف الأفهام فى نصٍ حار فيه العلماء والعقلاء وسيظلون...