登入選單
返回Google圖書搜尋
تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرائيل وتاريخ اليهود في العصور القديمة
註釋

لست مبالغا، إذا قلت بأن تاريخ بني إسرءيل بأحداثه ووقائعه المختلفة، التي جرت على أرض فلسطين – كما يرى معظم المؤرخين والكتاب- وغيرها، في الفترة التي سبقت التاريخ الميلادي بحوالي خمسمائة وألف سنة، يعتبر من أكثر التواريخ في العالم تشابكا وتداخلا وغموضا، نظرا لما يكتنف هذا التاريخ من خلاف بين المؤرخين. ويعود ذلك أساسا، إلى شُحِّ المعلومات التاريخية عن كثير من الوقائع، وعدم المصداقية التاريخية، والحيادية من قبل بعض العلماء والمؤرخين، في تناول مجريات الأحداث التي حصلت مع، وللشعوب التي عاشت على هذه الأرض، وإلى عدم جلاء الرؤية لبعض هذه الأحداث. وأحيانا لا يكتفي بعضهم أن يزور التاريخ من أجل مصلحة قوم، أو شعب على آخر، بل إنه يكاد ينكر وجود الشعوب الأخرى لمصلحة تاريخ ذلك الشعب. ومن ناحية أخرى فـإن تداخـل (الأديان) في أمور الشعوب التي عاشت على هذه الأرض، أكثر من غيرها من الشعوب، وما حدث من تزوير في حقيقة هذه الأديان، قد أعطى الموضوع بُعداً آخر، أبعد ما يكون عن الحقيقة.

وقد كان للدعاية التي يتولاها البعض أثر كبير في ترويج ذلك التزوير والاختلاق في التاريخ. ولا زلنا مع هذا التقدم الحضاري الكبير، والاكتشافات والتنقيبات الآثارية التي شملت كل بقعة من بقاع هذه الأرض، نشهد مزيدا من الافتراءات والإدعاءات، التي تنتشر بسرعة حتى أصبحت هي الحقيقة، بدون سند يدعمها، غير ذلك البوق الإعلامي الواسع، الذي يجرف أمامه كل كلمة حق، فإلى متى سيبقى هذا المدّ الإعلامي الكاذب سيد الموقف التاريخي، متجاهلا التاريخ الصادق، تاريخ شعوب المنطقة بأكملها، دون خداع وتزوير؟

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يتناول تاريخ بني إسرءيل – هكذا كتبت في القرآن الكريم ولنميز بينها وبين المسمى السياسي الحالي إسرائيل – وتاريخ اليهود، ويخطأ من يجمع بينهما ويعتبرهما تاريخا واحدا.