"قيس وليلى" قصة تمثل الحب العذري بروعته وسموه، لذا فقد احتلت مكانة مرموقة في قصص الحب العربي الخالد. فالقصة تصور مأساة من مآسي الحب وحكاية من أجمل حكاياته، إنها حكاية القلوب المعذبة التي باعدت بينها التقاليد، ومزقتها ألسنة الوشاة، فانتهت بالعاشقين إلى تلك المأساة العاطفية التي ظلت أصداؤها تتردد عبر الزمان.
لقد تحول قيس، ذلك الذي ترعرع حبّ ليلى في قلبه وليداً، ونما مع نموه، وسار معه أينما سار، إلى إنسان مجنون هائم في الفلوات والقفار، ليس له من سير ألا حبّ ليلى وصورتها التي تتراءى له في كل مكان وتتجسد في مختلف الأشكال والصور، فينظم عندئذ فيها أجمل قصائد الغزل الذي يحمله جوى النفس وحرقة القلب وخلجات الوجدان.
ولم يكن حال ليلى بأفضل من حاله، ووجْدها بأقل من وجده، فإنما هي دائمة العذاب والهزال وذلك أودى بها إلى الهلاك. إنها قصة التفاني في سبيل الحب الصادق، قصة المثالية التي تتعانق فيها الأرواح دون أن يكون الجسد دافعاً لها وظهيراً.