إنَّ تحقيق النصوص ونشرها مجال تخصصي هام لحفظ وإظهار تراث الأمة الإسلامية فهي أمّة أصيلة وعريقة ولديها تراث متنوع في شتى مجالات العلوم الفنون والحياة.
ولتحقيق النصوص قواعد وضعت لأجل ضبط العمل التحقيقي التراثي ونشره على أحسن حال مناسب للمقام.
ولكن هل هذه القواعد تخضع للتطوير وفقاً لتطوير وسائل الحياة والبحث العلمي الذي اصبح مؤطر بالتقانة ومناهج البحث المتطورة؟ أم أنَّها مازالت ثابتة غير متطورة أو حتى لو تطورت فإنَّها تتطور ببطء؟
هذا ما سنتناوله بالبحث في هذا الكتاب محاولين الخوض في عملية تطوير لقواعد تحقيق النصوص ونشرها مع مراعاة أصالة هذه القواعد خلال عملية تطويرنا لها.
وعملنا هذا بالطبع يهدف إلى ضبط وتطوير عملية تحقيق ونشر التراث بما يليق بفخامته وقيمته الضاربة في أعمق أعماق التاريخ الإنساني.
ولقد آثرنا أن نقسم البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.
أما المبحث الأول فسيكون الحديث فيه عن القواعد التقليدية الموضوعة لتحقيق النصوص ونشرها.
وأما المبحث الثاني فسيكون كشف للتطورات التي وصل لها البحث والتطوير في هذا المجال.
وأما المبحث الثالث فهو محاولة لتطوير هذه القواعد على نظام قواعدي أصيل ومتطور يمتاز بمراعاة المعاصرة وملاحظة الجودة الشاملة.