أخطأ البعض ممن عدَّ الإنسان، كائنا تحركه نزواته وضروراته الحيوية فقط، فهم في ذلك، نظروا لمنجزاته الحضارية، وأفعاله الأخلاقية، وكأنها محكومة بالحاجة التي تفرضها متطلبات الجسد! لذلك جاءت (الحضارة) عندهم تفتش عن حيوات الإنسان (المادية) -الغذاء، والكساء- والتناسل والتكاثر! والصراع والمنافسة، أما الإنسان (العقل) وفلسفاته المترشحة عن الأسئلة الاستكشافية، عن مكنون الحياة والوجود فلا تخرج عن دهشة ذلك الإنسان، وانبهاره بالعالم من حوله! متناسين، أن هذه الدهشة، أسئلة متواصلة تتبعها أجوبة متنوعة، تفتش لها عن قرار يستقر إليه ذلك الإنسان وهو يحاول الموازنة بين ذاته القلقة والعالم الذي يلفه بألف رداء ورداء ناهيك عن رداء (الكفن) الموت! فيطلع علينا الإنسان في وجهه الثالث الخائف من المصير (المجهول) والذي تأخذه الرهبة حيث الأسئلة الكبرى عن المستقبل والآتي من (الوقائع والأحداث) والصيرورات! أنها أسئلة القلب (الفؤاد) الذي يفتش عن طمأنينة! في عالم مشحون بأسباب الخوف والتهديد والرعب.
Descriptor(s):
ISLAMIC THOUGHT | ARABIC THOUGHT | ISLAMIC PHILOSOPHY | CIVILIZATION | HISTORICAL CRITICISM | HISTORIOGRAPHY | INTELLECTUALS | PHILOSOPHY OF HISTORY