تحقيق التراث الإسلامي عامة، والتراث اليمني خاصة، بما جاء فيه من مخطوطات تنوعت مواضيعها بين شتى العلوم، هو من المسائل المهمة التي ينبغي القيام بها؛ لمعرفة ما تتضمنه تلك المخطوطات من معلومات جديدة، قد نعيد بسببها قراءة التاريخ مرة أخرى، فنصير أكثر وعيًا بحاضرنا وأكثر قدرة على استشراف مستقبلنا.
وقد تناول مخطوط "تاريخ المعلم وطيوط" مرحلة زمنية مهمة من تاريخ اليمن، وتحديدًا لجزء مهم من منطقة تهامة متمثلة بكل من واديي سهام وذؤال، التي اشتهرت في التاريخ بعلمائها وفقهائها وصلحائها، وذلك في فترة زمنية محددة، ركز المؤلف على سير علمائها وتراجمهم، وما كان لهم من مكانة ودور في نواحي الحياة العلمية والاجتماعية والفكرية، مع تركيزه على كبار العلماء، لا سيما علماء الصوفية في هذه المنطقة ممن ذاع صيتهم، وارتفعت مكانتهم وشهرتهم.
فَيُعدُّ "تاريخ المعلم وطيوط" من بين أهم المصادر التاريخية التي اشتملت على معلومات غزيرة، وأحداث تاريخية مهمة، وأخبار عاصرها المؤلف الذي سجل ملاحظاته حولها، مشيرًا إلى أنها حدثت في حياته، مع إشارته إلى بعض الجوانب الاجتماعية المهمة، وأنساب العديد من القبائل التهامية والأسر التي عاشت في عصره.
ويسعد دار الوفاق أن تقدم للباحث والقارئ العربي أول نسخة محققة علميًّا من هذا السفر المهم تحت عنوان: "تاريخ وطيوط".