هـذا الكتاب يتحدّث عن الخالق العظيم، والرازق الكريم، الفعّال لما يريد، الكريم المنّان، الواسع العليم، الذي رأيتُ من خلال مسيرتي في عالم التاريخ عظمتَه في الحياة، وفي قيامِ الدول وزوالها، وانتشارِ الحضارات واندثارِها، وعزِّ الحكومات وإذلالها، وقصص الناس، وفي مخلوقاته العجيبة الغريبة، وفي هـذا الكون الفسيح، وحركة التاريخ.
هـذا الكتابُ إنّما كان نتاجَ هـذه المسيرة، بل إحدى ثمارِها، حيثُ وجدتُ أنَّ الذين آمنوا بالله العظيم، واتبعوا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، هدى الله قلوبهم، بل زادها إيماناً، لقد عرفوا ربهم، وعلموا أنّ الله هو التواب الرحيم، ذو الفضل العظيم، العزيز الحكيم، الذي ابتلى إبراهيمَ بكلمات، وسمع نداءَ يونسَ في الظُّلمات، واستجابَ لزكريا، فوهبه على الكِبَرِ يحيى هادياً مهدياً، وحناناً من لدنه وكان تقياً.
