ضم صندوق رسائل المربي الشيخ عثمان الصالح أكثر من عشرة آلاف رسالة، تفرض كل واحدة منها أن تكون جزءا من هذا الكتاب، ولم يكن من السهل فرز هذه الرسائل وتصنيفها بقدر ما كان صعبا أن نجد أنفسنا أمام رسائل فريدة نعجز عن نشرها على الرغم من الرغبة الشديدة في ذلك، بسبب حساسية تتعلق بالشخصيات أو المحتوى أو المكان أو الزمان. وعندما تزول هذه الحساسية ذات يوم، ويصبح نشرها ممكنا ، سيدرك القارئ أن ما نشر في هذا الكتاب الذي بين يديه ليس إلا قطرة في بحر مكونات فكر يسبق زمانه ، لشخصية حازمة واءمت بين الجرأة والحكمة، والقسوة والليونة، والانضباط والمرونة.
رسائل ومكاتبات الشيخ عثمان الصالح لا تعكس شخصية رجل إداري اضطلع بمسؤولياته على أكمل وجه بقدر ما تعكس روح معلم سخر حياته منذ البداية لحمل لواء العلم في مجتمع كان يستجمع قواه ليشق طريقه للحاق بركب الأمم التي آمنت بأن العلم هو الوسيلة الوحيدة لتأهيل المجتمع للارتقاء ومواجهة تحديات المستقبل.
لقد أمن المربي عثمان الصالح بأن العلم هو سلاح الإنسان، وأن المعرفة هي القاعدة الصلبة التي يقف عليها من ينشد الارتقاء نحو العلا، لذلك كانت حياته رحلة لا تتوقف من العلم إلى العلم مرورا بالعلم.
خالد بن حمد السليمان