الكامل في التاريخ للإمام العلامة الحافظ المؤرخ أبي الحسن علي بن عبد الواحد الشيباني المعروف بإبن الأثير الجزري لقبه عز الدين وفخر العلماء .التاريخ سجل حي للبشرية في تاريخها الطويل وهو سجل حي لكل ما يجري من أحداث وتحولات في حقبة معينة تمتد في الماضي فتظهر ما عليه الأمم من أحوال سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية...

وليس التاريخ سجلاً لأسماء الملوك والأمراء والوزراء والقادة وانتصاراتهم، وإنما هو علم له أساليبه ومبادئه وفلسفته.

أما علم التاريخ عند المسلمين فنشأ على الأصول نفسها التي قام عليها علم الحديث وهذه الأصول هي: الدقة والضبط والأمانة وتحري الصدق فقد بدأ التاريخ عند المسلمين بالسيرة النبوية.

أما كتابنا هذا الكامل في التاريخ لابن  الأثير الجزري: هو كتاب في التاريخ العام يتألف من تسع مجلدات (مع مجلد للفهارس) يتناول فيه التاريخ منذ بدء الخليقة وأول الزمان بدءاً بآدم عليه السلام إلى عصره، وفق التسلسل الزمني للتاريخ أي: للسنين، وينتهي عام 628 هجرية.

يحوى الكتاب تاريخ العالم القديم بدءاً بإبليس وأخباره وفسوقه، ثم خلق آدم وإسكانه الجنة، وخلق حواء والشجرة، والحية، ثم هبوط آدم وحواء إلى الأرض مع تحديد أماكن هبوطهما ثم ينتقل إلى قتل قابيل لهابيل وفاة آدم وذكر شيث وبنائه الكعبة وينتقل إلى عبادة الأصنام، ثم ينتقل إلى ذكر قصص الأنبياء ثم يعرج على تاريخ ملوك الروم والفرس وآيام العرب في الجاهلية. ومن ثم يدون السيرة النبوية مستعيناً بإبن إسحاق وابن هشام وأصحاب المغازي مبتدئاً باسمه صلى الله عليه وسلم إلى هجرته وغزواته وسراياه ووفاته صلى الله عليه وسلم ثم يتناول أخبار المرتدين وخلافة أبي بكر ثم خلافة عمر وما رافقها من فتوحات ومقتله.

دون ابن أثير معظم الحوادث التي جرت في عصره وقد عايش أحداثها بدءاً بسنة 536 إلى سنة 629 وفيها تدون للحروب الصليبية ولتاريخ الأتابكة وتاريخ المشرق والمغرب. يلتزم ابن أثير بالمنهج الحولي أي يسجل أحداث كل سنة على حدة.

يجمع في تاريخه بين أخبار وأحداث المشرق والمغرب دون إهمال لأية ظاهرة أرضية كغلاء أسعار وقحط وزلازل وأوبئة أو ظواهر جوية ككسوف وخسوف يستكمل ابن أثير ما توقف عنده الطبري في سنة 302هجرية السنة التي أنهى بها الطبري كتابه فجاء الكامل ليغطي الفترة الممتدة 303 إلى 628 هجرية

وبعد تقدم دار الفكر بيروت هذا المؤلف (الكامل) لقراء التاريخ بصف وإخراج جديد مع الفهارس.