حاول أعداء الإسلام تشويه تاريخ الإسلام بالمفتريات والخلط والدسائس والروايات الضعيفة والموضوعة، مع تشويه الحسن، وتعظيم الأخطاء، وتحقير العظماء، وتهوين محاسن الإسلام، بغرض تفريق الأمة، وطمس صفحات تاريخها المشرق، وحضارتها الخالدة.
ونحن لا نريد للأمة إلا تاريخا يعرض على حقيقته بما فيه من صفحات مشرقة ناصعة،وبما فيه من صفحات قاتمة، نستفيد من هذا وذاك، لانزيف منه شيئا، مع تقديم حسن الظن بالمسلم، والعدل فى وصف الآخرين، والعبرة بكثرة الفضائل، والنظر فى حال الجارح، والتثبت من الأخبار، مع تحليل الروايات ومقارنة الحوادث واستنطاق النصوص التاريخية عن الحقيقة التاريخية المجردة من أوثق مصادرها، ويمكن للباحث والدارس المتجرد من الميول والأحكام المسبقة، والأهواء الشخصية، أن يستخلص التاريخ الصحيح ويستكشف وجه الحقيقة، ويضع كل عصر ورمز وحدث فى مكانه اللائق فى مسيرة التاريخ الإسلامى.
ويعد العصر الأموى من أكثر العصور التاريخية فى الإسلام التى نالت هجمات شرسة من قبل خصومها من المسلمين، وأعدائها من الخصوم غير المسلمين، وحاول الجميع طمس كل مالها من فضائل وحسنات، وتوسعوا فى ذكر السلبيات، وافتروا عليها الأكاذيب، وألبسوا الباطل ثوب الحق، وأخذوا من صفحاتها ماراق لهم من المثالب والمعايب، ونسبوا لها ولحكامها مالم يكن منهم أو يكن فيهم