في ظلال التاريخ، حيث تتلاشى الأساطير وتتجلى الحقائق، يأخذنا "عزتلو يوسف بك آصاف"في رحلة عبر العصور مع كتابه "تاريخ سلاطين بني عثمان" ، فيكشف عن الطبقات المتعاقبة من الزمان، حيث تختفي الحقائق في غمار الرواية والتأويل، لكنها تُستعاد بقوة القلم والصفحة الطباعية. وفي عصرنا، حيث تُكتب التاريخ من دون خوف أو مجاملة، يقدم لنا الكاتب تأملات عميقة حول ديمومة الدول وانقراض الحضارات، وكيف تُبنى الإمبراطوريات على أنقاض السابقين.
ويستعرض الكتاب كيف أن الحضارة العثمانية لم تكن مجرد تاريخ من الفتوح والهزائم، بل كانت رمزاً للإدارة الحكيمة والقيادة الفعّالة التي استطاعت أن تربط القلوب بالإحسان والألفة، وليس بالقهر والجبروت. وفي هذه السردية، يُظهر الكتاب بمثابة مرآة تعكس لنا أعمال الأجداد، موفراً فهماً عميقاً للأسباب التي أدت إلى نهوض وسقوط هذه الإمبراطورية العظيمة، ودروساً قيمة تردع النفس الظالمة وتحفز العقل على الاستقراء والتقدير.