بلغــاريا: معروفة بأنها بوابة أوروبا على الجانب الشرقي، ومركز البلقان السياسي، إلا أن هناك الكثير من الجوانب قد لا يعلمها بعض القراء، فهي بلد تاريخه عريق وجماله فريد، وجسرٌ رابطٌ بين الشرق والغرب؛ عَبرت منه حضارات متعاقبة؛ مخلفةً تاريخ مازالت شواهده حاضرة بأثرها وتأثيرها.
ولاشك أن للشرق بصمات وأثارٌ نَسَجت نوعا خاصا من العلاقات التاريخية ورسمت خيوط المستقبل، وهنا يأتي هذا الكتاب، للسفير/ عبدالرزاق العمراني ليكتب عن بلغاريا من الزاوية الشرقية، بأسلوب الباحث المحايد، كل ما جاء من الشرق نحو بلغاريا بدءًا من دخول الإسلام وتفاصيل حياة المسلمين البلغار، مستعرضاً الحكم العثماني لبلغاريا الذي دام لخمسمائة عام، ودخول صوفيا الإسلام وبناء مساجدها قبل استانبول، حتى قامت حركات التحرر والاستقلال وبناء بلغاريا الحديثة.
وتطرق لعلاقة العرب ببلغاريا القديمة منذ العصر العباسي وحتى اليوم، هذه العلاقة مازالت تبحث لها عن مستقبل يليق بها، وذكر في ثنايا هذا الباب الكلمات العربية في اللغة البلغارية. وأخيراً وبحكم عمله سفيرا لبلاده لدى بلغاريا خصص الباب الأخير لاستعراض العلاقات اليمنية البلغارية، وما وجده من مخطوطات ووثائق يمنية في المكتبة الوطنية البلغارية.
فالكتاب في مجمله منظار يَرى من خلاله الباحث والقارئ بلغاريا من زاوية شرقية منصفة وواضحة.