يسرني بعد «خسة وعشرين عاما من الدراسة والتحصيل ، والقراءة ، والبحث ، والتطبيق ، والتدريس في مراحل التعليم العام وفي المرحلة الجامعية بجامعة الملك سعود ، أن أقـدم بـين يدي القاريء الكريم هذا الكتاب الذي يتحدث عن الطرق والأساليب الخرائطية المستخدمة لبناء خرائط التوزيعات البشرية ( وعلى الأخص الكمية منها ) . وقد حرصت أن يكون باسلوب بسيط مبني على التجربة الفعلية المعملية التي تؤكد صحة وصلاحية الطرق الخرائطية المستخدمة لنقل وتوصيل المعلومة إلى القاريء بطريقة صحيحة وسريعة .
وقد روعي عند الكتابة أن تكون الطرق المشروحة مدعمة بأمثلة واقعية مع تطبيقات فعلية بالرقم والشكل والإبتعاد بقدر الإمكان عن استخدام الأمثلة والأشكال الافتراضية أثناء شرح الطرق الخرائطية في هذا الكتاب رغبة في إعطاء القرىء مثلا واقعيا بعا فيه من
صعوبات ذات علاقة ببناء الخارطة أو بـالقيم الإحصائية الداخلة في التمثيل أو الرموز المستخدمة أو الخرائط المصاحبة أو غيرها من الصعوبات .
ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يحتوي على العديد من الطرق الخرائطية الأكثر شيوعا ، ولكنها قد أدخلت هنا بنوع من التنقيح والتغيير بناء على التطبيق المعملي الساعى إلى تأكيد وصحة وصلاحية الأسلوب الخرائطي المختار ، كما قدمت عليدا من
الطرق الخرائطية المقرحة بعد دراسة ميدانية وتطبيق معملي ايضا يؤكد صحتة وفعالية تلك الطرق مقارنة بالطرق الخرائطية المعروفة .
كما روعي في هذا الكتاب أن يكون متمشيا مع قدرات طلاب
الجغرافيا بصفة خاصة والمهتمين في المجال البحثي من طلاب الدراسات العليا أو غيرهم في جميع القطاعات الأكاديمية أو الحكومية أو الخاصة بصفة عامة .ويهدف هذا الكتاب أيضا إلى
أن يكون الشرح فيه مينيا على التبسيط مع التطبيق خطوة بخطوة للعناصر اللازمة لبناء الخارطة وتدعيم ذلك بالجداول الرقمية والأشكال التوضيحية للمراحل التي يتطلبها بناء الخارطة حتي تظهر في شكلها النهائي الصالح للاستخدام . وقد استخدمت لتوضيح هذه
الطرق الخاصة يإنشاء خرائط التوزيعات البشرية خارطة المملكة العربية السعودية مستخدما لذلك نتائج الإحصائيات السكانية المنشورة سنة 1974 هـ وذلك إعتوافا مني بعا قدمه لي بلدي المعطاء في كل المجالات ولاعجب في ذلـك فقد ولدت على أرضه وترعرعت في
أحضانه واستنشقت هواءه وتعلمت علـى يه مثقفيه وعلمائه وازددت علما ممن خبراته وعدت بعد سنين لأقدم جزءا من الدين الذي أدين به لهذا البلد المعطاء .
العبيكان للنشر
1995