وبعد القضاء على بقايا الدولة الخوارزمية توجه المغول للقضاء على الخلافة العباسية، وقد استطاعوا تحقيق ذلك حيث قتلوا المستعصم بالله وأفراد أسرته، وبذلك قضي على خلافة دامت أكثر من خمسة قرون كانت خلالها صاحبة الحول والطول والنفوذ الروحي والأدبي، على الرغم من انحسار ظلها السياسي قبل مجيء المغول إلى الشرق العربي.
توجه المغول بعد احتلال العراق إلى الشام وزرعوا الخراب والدمار في كل الأماكن التي مروا بها ناهيك عن القتل والتشريد لسكان تلك الأماكن، مما أدى إلى نتائج اجتماعية واقتصادية هامة انعكست بشكل سلبي على المجتمع العربي الإسلامي.
لقد وضع المغول نصب أعينهم احتلال الشام والعبور منها إلى مصر والقضاء على دولة المماليك، غير أن ذلك لم يتسن لهم فقد واجه المغول جيشاً موحداً قوياً بقيادة حكيمة شجاعة مصممة على الدفاع عن دينها وأرضها وتراثها، وانهزم المغول أمام القوة الإسلامية الموحدة بقيادة المظفر قطز في موقعة عين جالوت التي شكلت نقطة هامة في التاريخ العربي الإسلامي، فقد أوقفت الهجوم المغولي مؤقتاً وحولت تياره من مد إلى جزر، ولقنت الأعداء درساً بان الثبات والعزيمة وقوة الإيمان أهم وأقوى وأرسخ من السلاح والعتاد.