من المعلوم لدى الناس أن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يصل -جلّه– إلينا كما وصل كتاب الله تعالى, ونحن نؤمن إيمانًا قطعيًّا, لا شائبة تشوبه، أن الحديث النبوي الشريف محفوظ كالوحي الأول, إذ لا يمكن أن يضيع على كل المسلمين, فإن جهله قوم, علمه آخرون, إلا أن بلوغه إلينا لم يكن متواترًا –أعني معظمه– كتواتر القرآن الكريم, مما أنهض الأبطال المساعير, والأنجاد المغاوير, كماة الوقائع, وحماة الحقائق, من صدر هذه الأمة, بين حافظٍ للصحيح, ونافٍ للمنسوب إلى النبي صلى الله عليه و سلم كذبًا من القبيح