يعد عنصر الشخصية أهم مرتكزات الرواية، وأحد محددات الفن السردي بوجه عام، فلا يقوم النسيج الروائي دون مكون الشخصية؛ وهذا ما يجعل الشخصية الروائية من أهم مداخل النقد الروائي، وهو العنصر الذي يشمل عملية بناء الشخصية، بكل ما تشمله تلك العملية من تحديد لأبعاد الشخصية، وبما تحتوي عليه من خصائص داخلية وخارجية واجتماعية، وطرق تقديم الشخصية، فضلًا عن تصنيفها، ودراسة العلاقات الناشئة بينها وبين بقية عناصر البنية السردية.
ويهدف بعض كتاب الرواية أن يجعلوا رواياتهم متسمة بالواقعية الإيجابية نحو مجتمعاتهم؛ بهدف المشاركة في حل المآزق التي يتعرض لها المجتمع، فأصبحت الرواية ذاتمفعول إيجابي، ومساهمة فعالة في حل هذه المشكلات، وتبصير الإنسان بقضاياه، وهي تقنيات يستخدمها الكاتب في إنجاح عمله الروائي، فهو يعول في رواياته على الرؤية وقدرته على التخيل، ويعتمد هذا التشكيل على الحدث النامي الذي يتشكل من خلال شخصيات متفاعلة مع الأحداث والوسط الذي تدور فيه هذه الأحداث.