المال نعمة من نعم الله، لذلك یجب على الإنسان أن یكتسب المال بطرق
مشروعة، الطرق التي بها یكسب المال مبثوثة في هذا الكون، ولكن جرت سنة
الإنسان وتلبیة حاجاته وتوفیه مطالبه.
لا تختلف ج ریمة غسل الأموال المشبوهة كظاهرة إج ا رمیة عن غیرها من
الظواهر الأخرى التي تسود المجتمعات الحدیثة .
فهذه الج ریمة تلفى بظلالها على الأخلاق السائدة في المجتمع وتطبیقاً لذلك
فإن المشرع الجنائي عندما یرصد عقوبة جنائیة لجریمة غسل الأموال، فإنه یضع
في اعتباره ما تمثله هذه الجریمة من طابع مزدوج أي بوصفها جریمة جنائیة من
ناحیة ، وبوصفها جریمة أخلاقیة من ناحیة أخرى.
شهد العقد الماضي اهتمام بالغاً من قبل الحكومات والمنظمات والمؤسسات
في أنحاء العالم بقضیة غسل الأموال الناتجة عن أعمال وأنشطة غیر مشروعة
دولیاً، وخاصة بعدما تفاقمت هذه الجریمة وازدادت درجة تعقیدها وكبر حجم
عملیات غسیل الأموال عالمیاً وإلى انعكاساتها السلبیة على العمل الاقتصادي
والمصرفي حول العالم.
من هنا ازدادت حركة مكافحة عملیات غسل الأموال في دول العالم
فأصدرت حكومات هذه الدول وسلطاتها التقدیریة والرقابیة تشریعات وق ا ر ا رت من
أجل أخذ المصارف والمؤسسات المالیة جانب الحیطة والحزر في أیة عملیات
محتملة لغسل الأموال . وذلك لحمایة أجهزتها المصرفیة.