يعدّ الدّكتور تمّام حسّان من المجدّدين في #اللغة_العربية عموما وفي الدّرس اللّغوي خصوصا فقد تناول دراسة اللّغة من منظور المنهج الوصفي، محاولا أن يخطو بها من "المعياريّة" التي وسمها بها النّحاة القدامى الى "الوصفيّة" التي تسهّل إكتسابها وتداولها ودراستها، وحاول تطبيق هذا التّصوير في مجموعة من كتبه بدءا بكتاب "مناهج البحث في اللّغة" وكتاب "اللّغة المعياريّة والوصفيّة" و كتابه "اللّغة العربيّة معناها ومبناها"، وهي كتب نظريّة ضمّنها المؤلف مجموع تصوراته الجديدة حول دراسة اللّغة عامة و#النحو خاصة، ونظرا لعلاقة الدّرس اللّغوي بالقران الكريم يرى الدّكتور تمّام حسّان أنّ تفسير #القرآن_الكريم بالنّحو المعياريّ الموروث عن النّحاة القدامى يظلّ قاصرا عن تفسير الظّواهر اللّغوية الموجودة في القرآن الكريم و الاحاطة بكلّ تجلّيّاتها و أوجه إعجازها، و هو هنا لا ينكر جهود النّحاة القدامى بل يعتبرها فسّرت بعض أجزاء الظّاهرة اللّغوية في القرآن و غفلت عن أجزاء مهمّة منها، يعرض لها في مشروعه التّفسيري الذي تكون من مجموعة من الإصدارات لعلّ أهمها "البيان في روائع القرآن" و "خواطر من تأمل لغة القرآن" و "حصاد السّنين"...
و يحاول هذا الكتاب الكشف عن الأجزاء التي أضافها الدّكتور تمّام حسّان لتفسير الظّواهر اللّغوية و الأسلوبية في القرآن الكريم، و إبراز فرادة و خصوصية مقاربة الدّكتور تمّام حسّان لظواهر اللّغة في القرآن الكريم من النّاحية الصوتيّة و الصرفيّة و النّحويّة و البلاغيّة و الأسلوبيّة، هذه المقاربة التي تنطلق من كون القرآن مهيمنا على النّحو و اللّغة يخضعهما له و لا يخضع لهما...