لقد تحول الإعلام في الزمن المعاصر من هواية إلى حرفة بل صناعة متكاملة لها روّادها وشركاتها ومستثمروها، ``وقد لا نغالي إذا قلنا: بأننا نعيش اليوم مرحلة الدولة الإعلامية الواحدة التي ألغت الحدود وأزالت السدود.. ولم يقتصر ذلك على اختراق الحدود السياسية، والسدود الأمنية، وإنما بدأ يتجاوز إلى إلغاء الحدود الثقافية، ويتدخل في الخصائص النفسية وتشكيل القناعات العقدية، فيعيد بناءها وفق الخطة المرسومة لصاحب الخطاب الأكثر تأثيراً، والبيان الأكثر سحراً، والتحكم الأكثر تقنية... لقد أصبح الإعلام علماً له مقوماته، ومعاهده وشروطه وتقنياته ومتخصصوه، وفناً له مستلزماته وأدواته، كما أصبح ثمرة تشارك في إنضاجها كل المعارف والعلوم، وتُوظّف لها أرقى الخبرات، وصناعة من الصناعات الفكرية الثقيلة التي لها مؤسساتها، وخططها، ونفقاتها، بل لعل نصيب الدعم الإعلامي في كثير من الدول اليوم من الميزانيات، ما يفوق الدعم الغذائي، الذي به قوام الحياة...
Descriptor(s):
INFORMATION (MASSMEDIA) | MASS MEDIA | TERRORISM | VIOLENCE | SECTARIANISM | CHILD REARING | WOMEN | MACHINE LEARNING