登入選單
返回Google圖書搜尋
تفنيد بدع النساطرة من مؤلفاتهم
註釋

كشف كتابات النساطرة المنسوبة زورا للقديسين

 

    إن غاية هذا الكتاب هو الكشف عن الكتب والرسائل والكتابات النسطورية المنسوبة زورا للقديسين أثناسيوس الرسولى وكيرلس عمود الدين.

    وقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى أربعة أبواب كالتالى :

    الباب الأول  : نعرض فيه لكتاب " تجسد ربنا يسوع المسيح " لثيؤدورت أسقف قورش الذى وضعه كنسطورى تحت عنوان " تجسد الرب " وقد وضعه ضد تعاليم مجمع أفسس وتعاليم القديس كيرلس عمود الدين وترجمه د. جورج حبيب بباوى ونسبه زورا للقديس أثناسيوس الرسولى.

    الباب الثانى : نعرض فيه لكتاب " ظهور المسيح المحيي " لثيؤدورت أسقف قورش الذى وضعه كنسطورى تحت عنوان ظهور الثالوث المقدس المحيى وهو الكتاب الثانى ضد مجمع أفسس وتعاليم القديس كيرلس عمود الدين وترجمه أيضا د. جورج حبيب بباوى ونسبه زورا للقديس أثناسيوس الرسولى.

    الباب الثالث : نعرض فيه لكتاب " كمال البرهان على حقيقة الإيمان " المنسوب زورا للقديس أإثناسيوس الرسولى, ويتضمن كتابين "الجامع للطبيعتين" و"برهان القياس" وهما لثيؤدورت أسقف قورش الأب الروحى لمجمع خلقيدونية.

    الباب الرابع : نعرض فيه للرسائل والكتابات النسطورية المنسوبة زورا للقديس كيرلس عمود الدين.

 

    تتضمن الأبواب الثلاثة الأولى من هذا المؤلف الكشف عن ثلاث كتب نسطورية منسوبة زورا للقديس أثناسيوس الرسولى تتضمن تعاليم نسطورية مثبتة للطبيعتين المتحدتين معا بكيفية مختلف حولها بين كل من نسطور الذى يعتقد بأن فى المسيح الإنسان طبيعتين كل مشخصة بعقلها الخاص, وبين ثيؤدورت الذى صار يعتقد بأن فى المسيح الإنسان طبيعتين مشخصتين بالكلمة, وجميعها تتعارض مع التعاليم الصحيحة للقديس أثناسيوس الرسولى المؤيدة بالحق الكتابى, والتى تظهر معتقده الحقيقى فى أن للمسيح الكلمة المتجسد طبيعة واحدة إلهية. بما يتعارض مع عقائد أصحاب الطبيعتين المثبتة فى الكتب النسطورية الثلاثة التى سنعرض لها فيما يلى:

    الكتاب الأول بعنـــــوان : " تجسد ربنا يسوع المسيح ".

   والكتاب الثانى بعنوان : " ظهـور المسيح المحيى " .

   وهما يثبتان عقيدة نسطور وقد وضعهما ثيؤدورت أسقف قورش عندما كان على مذهب نسطور وفيهما أثبت معتقد نسطور بأن الطبيعة الإلهية حلت فى الطبيعة الإنسانية العاقلة واتحدت بها دون أن تبطل عقلها البشرى, فصار فى المسيح  طبيعتين عاقلتين ( أى روحين عاقلتين ) كل مشخصة بعقلها الخاص, لأن الإتحاد بين الطبيعتين العاقلتين حسب نسطور هو اتحاد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير بما يحفظ تميز الطبيعتين العاقلتين المتحدتين فى وحدة اسم المسيح وشخصه, لأن المسيح الواحد الوحيد لا يكون اثنين حتى لو أدرك أنه من اثنين ومن كيانين ( جوهرين ) مختلفين ( الرسالة رقم 17 : 13 ) وأوضح ثيؤدورت أن القول بأن الكلمة صار جسدا, تعنى أنه صار إنسانا محيا بنفس عاقلة ( الرسالة رقم 17 : 14 ).

    أما الكتاب الثالث فهو بعنوان : " كمال البرهان على حقيقية الإيمان " ويتضمن كتابين الكتاب الأول : " الجامع للطبيعتين " والكتاب الثانى : " برهان القيـاس " وهما لثيؤدورت أسقف قورش أثبت بهما معتقد مجمع خلقيدونية: بأن أقنوم الكلمة هو الأقنوم الجامع والمشخص للطبيعتين ( الروحين ) الإنسانية والإلهية معا فى جسد المسيح, وهى العقيدة التى ابتدعها ثيؤدورت وتبناها مجمع خلقيدونية.

     وجدير بالذكر أن هذه الكتب الثلاثة المتقدم بيانها لم يرد ذكرها فى الفهارس المعتمدة لمؤلفات القديس أثناسيوس الرسولى, بل على العكس ثبت أن هذه الكتب الثلاث وردت فى فهارس الكتب المنسوبة لثيؤدورت أسقف قورش, حيث ورد فى هذه الفهارس أنه وضع كتابين ضد مجمع أفسس الأول وضد القديس كيرلس عمود الدين وضد أصحاب الطبيعة الواحدة ( المونوفيزس ) الكتاب الأول فى تجسد الرب, والكتاب الثانى فى لاهوت الثالوث المقدس المحيى, وهما المنشوران تحت عنوان : " تجسد ربنا يسوع المسيح " و" ظهـور المسيح المحيى منسوبين زورا للقديس اثناسيوس الرسولى.

     كما ثبت أن كتاب : " كمال البرهان على حقيقة الإيمان " المنسوب زورا للقديس اثناسيوس الرسولى يتضمن أيضا كتابين لثيؤدورت أسقف قورش الكتاب الأول " الجامع للطبيعتين " والكتاب الثانى " برهان القياس " وقد ورد ذكر هذين الكتابين فى الفهارس المعتمدة لمؤلفات ثيؤدورت أسقف قورش ( تاريخ كنيسة أنطاكية ص 469 ).

     وقد أثبت ثيؤدورت فى كتابيه " الجامع للطبيعتين" و" برهان القياس " عقيدة مجمع خلقيدونية بالقول بأن الكلمة احتجب بروح المسيح الإنسانية فقومها - أى شخصها - بقوام ابن إلوهيم الجامع للطبيعتين كلتيهما الإلهية والإنسانية ( " الجامع للطبيعتين " ك 1 ق 3 ف 4 ص 51 - 53 ) ( " برهان القياس " ك 2 : 3 ص 117 ) مخالفا بذلك معتقد نسطور الذى سبق وتبناه فى أن العقل البشرى هو المشخص لروح المسيح الإنسانية, وبذلك يكون تعليمه بكتابه " الجامع للطبيعتين " الذى يثبت معتقد مجمع خلقيدونية فى أن اللوغوس هو المشخص لطبيعتى المسيح الإنسانية والإلهية معا يتعارض مع ما جاء بالكتابين السابقين تجسد الرب, والثالوث المحيى, المثبتين لمعتقد نسطور بطبيعتين عاقلتين في المسيح والمنسوبين أيضا للقديس أثناسيوس الرسولى .

   وبهذا صار القديس أثناسيوس الرسولى نسطوريا في بعض كتاباته, وخلقيدونيا في بعضها الأخر.

    إلا أن اسلوب الكتابين الأولين والعقيدة المبينة بهما هى عقيدة نسطور واسلوب الكتابين يختلف عن اسلوب ثيؤدورت فى كتابه الجامع للطبيعتين رغم توافق معظم العقائد الواردة بهما, وربما أن تغير الإسلوب هو من عمل مترجم الكتاب الأخير إلى العربية فضلا عن تغير العقيدة الذى يصل إلى حد أن بعض ما جاء بالكتاب الأول " تجسد ربنا يسوع المسيح " يهدم عقيدة ثيؤودرت فى الروح الإنسانية المشخصة بأقنوم الكلمة وليس بعقلها البشرى ( تجسد ربنا يسوع المسيح ف 16 ص 39 ).

    ومع ذلك ووفقا لأقوال المؤرخين فيمكن أن تكون بعض الكتب التى نعتقد انها من وضع نسطور كونها تشرح العقائد النسطورية هى من وضع ثيؤدورت أسقف قورش عندما كان على المعتقد النسطورى ودليل ذلك ما ذكره المؤرخون من أنه هو الذى وضع رسالة فى تفنيد الحرومات الإثنى عشر التى وضعها القديس كيرلس ضد نسطور بتحريض من يوحنا الأنطاكى وفيها رد ثيؤودورت على حرومات القديس كيرلس الذى يحرم فيها نسطور لقوله : بأن العذراء لم تلد الابن الوحيد الجنس بل ولدت انسانا مثلنا بروح انسانية عاقلة حل فيه الكلمة كما يحل فى الأنبياء والقديسين, وأن الكلمة وحد هذا الإنسان بنفسه فى كرامة ومجد الربوبية ولهذا أيضا صار الكلمة يسمى باسم المسيح, وبموجب هذا الإتحاد صاروا يسجدون للواحد مع الآخر أو فى الآخر.

  كما حرم كل من ينسبون الأقوال التى فى الأناجيل إلى انسان وإله كما إلى شخصين متحدين فى جسد الإنسان يسوع المسيح ذى الروح الإنسانية العاقلة التى احتجب بها الكلمة, وأنه لهذا السبب صار الإنسان يعبد مع الكلمة الساكن فيه, وبعد أن أخذ ثيؤدورت ينكر هذه الإتهامات ويرد عليها باسلوبه السوفسطائى ختمها بحرومات قال للقديس كيرلس أن هذا ما يجب أن تحرمه تقواك.

     وقد تم حرم هذه الرسالة سنة 553 فى المجمع الخلقيدونى الخامس, وبعد حرمها اختفت منذ هذا التاريخ لتعود للظهور تحت عنوان الرسالة رقم 17 المرسلة من كيرلس إلى نسطور حيث تم تزوير مقدمة رسالة ثيؤدورت بحيث صارت تظهر وكانها مرسلة من القديس كيرلس إلى نسطور وورد فى متن هذه الرسالة رقم 17 أنها الرسالة الثالثة ( الرسالة رقم 17 ف 3 ).

     كما وضع ثيؤدورت مؤلفا فى الدفاع عن ديودورس الطرسوسى وثيؤدور الموبسويستى معلمى نسطور ردا على تفنيد القديس كيرلس لتعاليمهما سنة 438 ميلادية . 

   ويقول المؤرخين أن ثيؤدورت كان على معتقد نسطور حتى سنة 436 ميلادية إلا أن كتاباته تبين أنه رغم قوله : بأن كل الأقوال التى فى الأناجيل تنسب لأقنوم الكلمة إلا أنه لم ينكر أن فى المسيح روح انسانية عاقلة وأن بعض الأقوال صدرت منه كإنسان ( الرسالة رقم 17 ف 14 ) وبصرف النظر عما فى هذه الأقوال من تعارض إلا أنها تثبت أنه كان على معتقد نسطور حتى نياحة القديس كيرلس عمود الدين سنة 444 ميلادية.

    ثم فى نحو سنة 445 ميلادية وضع ثيؤدورت أسقف قورش النسطورى مؤلفه " الجامع للطبيعتين " والمنشور تحت عنوان " كمال البرهان على حقيقة الإيمان " منسوب زورا للقديس أثناسيوس الرسولى أثبت فيه ثيؤدورت بدعته الجديدة التى أخذ بها مجمع خلقيدونية والتى يقول فيها: بأن أقنوم الكلمة هو المشخص للطبيعتين الإلهية والإنسانية فى جسد الإنسان يسوع المسيح.

   فتصدى له أوطيخا مفندا اياها, فوضع ثيؤدورت سنة 447 مؤلفا بعنوان الشحاذ أو المتسول أو الرجل المتعدد الأشكال (  Eranistes seu polymorphus) من أربع كتب يهاجم اوطاخى وتعليم الطبيعة الواحدة ( المونوفيزيس ) ممثلا فى أوطاخى.

     جاءت الثلاث كتب الأولى ضد أوطيخا على شكل حوار بين مؤمن نسطورى والشحاذ " أى اوطيخا " متهما إياه بالأبولينارية باعتباره من أصحاب الطبيعة الواحدة ( المونوفيزيس ) والكتاب الرابع يلخص الثلاث كتب الأولى فى 40 قياسا.

      مما تقدم يتضح أن كتاب ثيؤدورت " الجامع للطبيعتين " هو الذى اشعل الخلاف مجددا بين أصحاب الطبيعة الواحدة وأصحاب الطبيعتين والذى ترتب عليه عقد مجمع أفسس الثانى سنة 449 ميلادية والذى فيه تم حرم بدعته الجديدة التى تبناها مجمع خلقيدونية سنة 451 ميلادية والتى يقول فيها : بأن أقنوم الكلمة هو الجامع والمشخص للطبيعتين الإلهية والإنسانية فى جسد الإنسان يسوع المسيح, فكان أن تجدد حرم هذه البدعة مع القائلين بها فى هذا المجمع الأخير.

    اما الباب الرابع من هذا المؤلف فنعرض فيه للرسائل والكتابات النسطورية المنسوبة زورا للقديس كيرلس عمود الدين.