هذا الكتاب هو التفسير البسيط للإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد
الواحدي المتوفى سنة ٤٦٤ هـ ، فهو من علماء القرن الخامس ، وكتابه هذا من أشهر
كتب التفسير بالمأثور ، وهو واحد من كتبه الثلاثة في التفسير ؛ البسيط وهو هذا
الكتاب الذي أقدِّم له وهو أكبر تفاسيره وأقدمها تأليفًا ، واسمه دليل على مراد
مصنفه منه ، وكتابه الثاني الوسيط ، واسمه دل على أنه بين البسيط والمختصر ،
والثالث كتاب الوجيز .
هذا العمل العلمي الكبير يعدُّ بحقٍّ مفخرة من مفاخر الجامعة التي سعت
إلى تحقيقه أولاً ، ثم وفَّق الله سبحانه وتعالى إلى إخراجه ، فهو عملٌ علميٌّ ضخم
أفنى فيه الباحثون سنين مهمة من أعمارهم لو قيست برأس المال المعرفي لوجدت
أن متوسط سنوات إعداد كل رسالة ثلاث سنوات ، علمًا بأن إعداد بعض هذه
الرسائل قد تجاوز ثلاث سنوات من تاريخ التسجيل حتى المناقشة ، ومنها ما
أنجز في حدود السنتين ، وليست هناك رسالة تتم في أقل من هذا ، فهذا الكتاب
بذل فيه ما يزيد على ثلاثين سنة عمٍل ، واستغرقت الطباعة والإخراج ما زاد على
خمس سنوات ، إن الجهود الكبيرة التي بذلت وتبذل لهي عنوان كبير على قيمة هذا
العمل ، وهذا فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء .