يتفق معظم الناس، على اختلاف عقائدهم وتعدد أنظمة حياتهم، على ضرورة ضبط حياة الإنسان بعدد من القيم التي توجه تصوره وسلوكه، فما القيم التي يتفق الناس على ضرورة قيام حياتهم عليها؟ وكيف تتعاضد هذه القيم فيما بينها لتشكل منظومة قيمية تتكامل عناصرها؟ وكيف نميز بين مستويات القيم فنقدم بعضها في الترتيب والأهمية، أو نلاحظ أن بعضها فرع مشتق عن أصل؟ وما معيار الترتيب في الأهمية أو تحديد الأصل والفرع؟
وإذا كانت ثلاثية التوحيد والتزكية والعمران هي منظومة للقيم العليا، في الرؤية الإسلامية للعالم، تشتق منها سائر القيم، فكيف تعمل هذه المنظومة على ضبط حياة الإنسان في مجالات الاعتقاد، وتربية النفس وتشكيل الشخصية الإنسانية، وبناء نظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...، وتحديد علاقة مجتمع ما بالمجتمعات الأخرى؟ وما الذي يؤكد الصفة الإنسانية العالمية لهذه المنظومة؟
هذا الكتاب هو محاولة للإجابة عن هذه الأمثلة معتمداً على المرجعية القرآنية.