عمدة القارئ شرح صحيح البخاري للشيخ الإمام العلامة بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني ومعه مناسبات تراجم البخاري للقاضي محمد بن إبراهيم بن سعد بن جماعة.
صحيح البخاري للإمام حجة الإسلام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أهم كتاب في الأحاديث النبوية. دون فيه الإمام البخاري صحيح السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع.
والإمام البخاري شهد له العلماء الثقات بحفظه واعترف له المشايخ الأثبات بضبطه وفاق صحيحه على أمثاله وتميز على أشكاله وقد أجمع علماء الأسلاف والأخلاف على قبوله بلا خلاف. وقد تفانى كبار العلماء قديماً وحديثاً في خدمته وتصدى لشرحه جماعة من الفضلاء وطائفة من الأذكياء فمنهم من أخذ جانب التطويل ومنهم من لازم الاختصار في البحث عما في المتون ومنهم من أخذ جانب التوسط مع سوق الفوائد. ومن الشروح التي تميزت بالمنهج العلمي لاستخراج ما في هذا الصحيح من الكنوز واستكشاف ما فيه من الرموز، الشرح المسمى:
عمدة القارئ شرح صحيح البخاري للإمام محمود بن أحمد العيني لقد نهج الإمام العيني في شرحه نهجاً علمياً وتعليمياً يعد أكثر أساليب البحث العلمي دقة وشمولاً واستيعاباً فقد أجاد في عرض شرحه للحديث بفكرة عامة عن الحديث، ومناسبة الحديث للحديث الذي قبله، ومناسبته لترجمة الباب أو تعلقه بالباب الذي قبله، وما إذا كان الحديث من المراسيل، مستشهداً بأقوال العلماء الثقات مع المناقشة والتعليل ثم بعد ذلك يبدي رأيه مميزاً بعد كلمة: قلت.... ثم يتناول شرح الحديث تحت العناوين المنهجية التالية: بيان رجال الحديث فيذكر عددهم ثم يفرد ترجمة جامعة مانعة لكل منهم مع بيان الأنساب إن وجدت.
بيان تعداد الحديث ومن أخرجه غير البخاري، بيان لطائف إسناد الحديث، بيان اللغات بيان الإعراب، استنباط الأحكام، استنباط الفوائد، بيان الأسماء الواقعة في الحديث، بيان اختلاف الروايات، فكتاب عمدة القارئ يعد موسوعة حديثية توشحها معارف فقهية ويكاد يكون موسوعة لغوية أيضاً بما في الشرح من معارف في الصرف والنحو فضلاً عن وجوه الإعراب، ونسمات البلاغة وشذرات البيان منثورة في تضاعيف الكتاب مما يجعله مرجعاً في اللغة والنحو والصرف والإشتقاق وفق اللغة والبلاغة جنباً إلى جنب مع الشروح والفوائد والإستنباطات الحديثية الجليلة والجميلة.
