الحقيبة المعرفية للعلامة عبد الحميد أبو سليمان كتاب يجمع بين دفتيه عصارة أبرز مؤلفات هذا المفكر المعاصر. ونواتها هي الزود عن حمى الأسرة المؤمنة السوية بوصفها هي حجر الأساس في بنية الأمة المتراحمة، بل في بناء عالم الإنسانية الحقة في كون كل ما فيه يسبح بحمد الله.
وينتظم الخيط المعرفي لهذا الكتاب في مقدمة تبين مفاتيح هذه الحقيبة المعرفية، وأحد عشر فصلا تبدأ ببيان أن الرؤية الكونية الحضارية القرآنية هي المنطلق الأساسي للإصلاح الإنساني. وتدلف منها إلى تجلية أزمة كل من العقل المسلم والوجدان المسلم، واستشراف آفاق الإصلاح الإسلامي المعرفي والنظرية الإسلامية للعلاقات الدولية ونظرية الإسلام الاقتصادية، وتشريح ظواهر الاستبداد والفساد في التاريخ الإسلامي والعنف وإدارة الصراع السياسي في كل من المنظور الغربي والإسلامي، وعملية انهيار الحضارة الإسلامية وإعادة بنائها، والاجتهاد المعاصر في إسلامية المعرفة، وتقديم دليل لمكتبة الأسرة المسلمة، ونماذج من الأدب الأمتي للناشئة وللكبار في عملين معرفيين عميقين: جزيرة البنائين وكنوز جزيرة البنائين، وجهته هي تأسيس الأسرة المسلمة على التقوى.
وموضوع هذا الكتاب هو إطلاق حوار يفتح الطريق لوصف داء الأمة ودوائه، سواء بالتوافق مع ما جاء به أو بما هو مغاير له. والغاية هي: رسم صورة لأمة مسلمة عزيزة محررة من الوهن، تجسد الحق قولاً وعملاً وغاية ووسيلة، وتصير نموذجاً مثالياً وواقعياً له. وهو محاولة للفهم فيها من الصدق حدته ومن الصراحة مرارتها، وجهتها ليست التغني بالأمجاد بل تحليل ثغرة العجز والاستضعاف وتلمس مخرج علمي رصين منها.