登入選單
返回Google圖書搜尋
القيـــم التربويــــة وتصنيفاتهــــا المعاصــــــرة
註釋

 موضوع القيم من الموضوعات الحيوية التي ترتبط بالإنسان ودورة حياته المستمرة؛ حيث يشكل مبحث القيم (Axiology) أحد المباحث الفلسفية التي تناولها الفلاسفة والمفكرون والمصلحون بكل ما يتعلق بمصادرها، وخصائصها، وطبيعتها، ومكوناتها، وأبعادها، ومنظومتها، ومكانتها في العلوم الإنسانية بشكل عام والعلوم التربوية بشكل خاص. كما تنبع أهمية دراسة القيم كونها تشكل مظهر من مظاهر السلوك الإنساني الذي يجعلها تحظى باهتمام خاص من قبل جميع المتخصصين والمهتمين بدراسة العلوم الإنسانية على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها.

أما في التربية؛ فللقيم أهمية خاصة كون عملية التربية بحد ذاتها عملية قيمية؛ حيث لا تستقيم التربية إلا من خلال منظومة قيمية تعد مرتكزا أساسيا يوجه العمل التربوي وتجعله قويما محتفظا بذاته، وملتزما بتحقيق أهدافه، مقدما التضحيات في سبيل التمسك بالقيم الجوهرية للنظام التربوي، التي تحفظ كيانه وتعزز مكانته بين النظم المجتمعية الأخرى.

وتستمد القيم أصولها من المكون الثقافي والاجتماعي والديني والاعتقادي في المجتمع. كما أنها تعمل على توجيه النشاط الإنساني كونها معيارا يقاس في ضوئه سلوك الإنسان في تعامله مع مواقف الحياة المختلفة، في الوقت الذي تعد شرطا من شروط ضبط السلوك؛ حيث إن وراء أي سلوك مجموعة من القيم تنعكس في صورة اتجاهات لأداء سلوك معين. أما في التنظيمات الإدارية، فتشكل القيم أحد العناصر الأساسية والمهمة التي تشكك المكون الثقافي لها، كون للقيم دور كبير في تطوير المنظمة وتنميتها من خلال النسق القيمي السائد والذي يستمد عادة من المفاهيم والأعراف والمعايير الإدارية والتنظيمية، كما أنها تشتمل على جميع المعتقدات والشعور والسلوكيات والرموز والشعارات التي تخص المنظمة؛ وبتعبير آخر، فهي الفلسفة التي يشترك فيها معظم العاملون بالمنظمة ومنها تشتق رؤيتها ورسالتها التي تعبر عن فكرها وتوقعاتها وغاياتها التي تسعى للوصول إليها.