في هذا الكتاب بحوث ثلاثة تلتقي جميعا حول قضية التأويل ومحاولة الإحاطة بمعناه من خلال طرح نماذج تأويلية حقيقية وليس فقط من خلال التنظير الصوري المتعالي.

فمن خلال تناول قضية تأويل القرآن الكريم عند ابن عربي، سعينا إلى تعرية آليات علم التأويل وأساليبه وأدواته المنهجية التي استعملها هذا المتأول الخطير الذي لا يحجر على فكره ولوج أي منطقة من مناطق المعرفة حتى لقد غرق في بحر وحدة الوجود التي أصبحت الحامل المعرفي لكل نظامه الـتأويلي.

  ومن خلال البحث الثاني الذي عنوانه "علم القلوب: نظام الفهم وحدود الـتأويل" والذي تطرّقنا في معالجته من خلال المقابلة بين تأويل أبي حامد الغزالي وتأويل محيي الدين بن عربي وحدود كل واحد منهما في استعماله والانضباط لمنهجه، توصلنا إلى حقائق مهمة بشأن كيفية استعمال المنهج التأويلي بدون خوف من الوقوع في الردة والإرجاف وادعاء علم ما لا يعلمه إلا الله.

  أما ضمن البحث الثالث الذي جاء بعنوان "دلالة الجسد في العرفان الصوفي" فقد استخدمنا العُدَّةَ التأويلية لنستنطق بمنهج التأويل حقائق الجسد باعتباره مظهرا مبهَما ومشتبَها لحقائق روحية وغيبية جديرة بالاعتبار والتحليل...