登入選單
返回Google圖書搜尋
علم الاجتماع والاسلام
註釋

 يعالج هذا الكتاب موضوع علم اجتماع فيبر حول الحضارات الغربية والشرقية، وبالتالي يلقي الضوء على بعض الجوانب والقضايا الهامة في نطاق الدراسات الإسلامية وذلك ضمن دراسة تنطوي على ثلاثة عناصر أساسية: الأولى تلخيص ما كتبه فيبر فعلاً عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم والمجتمع الإسلامي وربط تعليقاته غير المكتملة في هذا الصدد باهتمامه الأوسع بالدين في الأبنية الاجتماعية المختلفة وكان ماكس فيبر قد اشتهر بدراسته عن البروتستانتية ونشأة الرأسمالية الأوروبية والتي عولجت خطأ باعتبارها دراسة تدّعي بأن الكالفينية قد تسببت في وجود الرأسمالية وغالباً ما كان يُنْظر إلى دراسات فيبر باعتبارها رداً على أفكار كارل ماركس أو الماركسية على الأقل. ولكن التصور الذي تطرحه هذه الدراسة يسير تقريباً على عكس هذين الموقفين حيث سعى تيرنر هنا إلى توضيح أن الطبيعة الوراثية للمؤسسات الإسلامية السياسية هي التي أعاقت في رأي فيبر ظهور المقدمات الضرورية للرأسمالية وبالأخص القانون العقلاني وسوق العمالة الحر والمدن المستقلة والاقتصاد النقدي والطبقة البورجوازية.

وحينما حاول فيبر أن يوضح أن الإسلام باعتباره دين المجاهدين قد طور الأخلاق التي لا تطابق أو لا تتلاءم مع روح الرأسمالية فإنه لم يكن في ذلك على حق بالقياس إلى المفاهيم العلمية الحقيقية، إلا أن تصويره للمجاهدين المسلمين كان شيئاً عارضاً باهتماماته الرئيسية بالطابع الوراثي للإسلام في العصور الوسطى وكان فيبر في مناقشته لهذا النظام الوراثي الشرقي قد توسع على نحو لم يكن متوقعاً في تحليل المجتمع الشرقي الذي كان ماركس وانجلز قد أنهيا تحليله ولذلك كان القسم الثاني من هذه الدراسة عبارة عن تحليل لهذه العلاقة بين ماركس وفيبر على ضوء مفهوم ماركس على نمط الإنتاج الآسيوي. ويوضح تيرنر بأنه وعلى الرغم من تركيز ماركس على أهمية دور القوى السياسية إلا أن افتراضيته وفيبر ومن ثم مضامينها المترتبة على منظورهما حول الفروق بين المجتمعات الآسيوية والأوروبية كانت متماثلة إلى حد كبير.

وبالعودة إلى الدراسة فإن القسم الأخير منها ركز على مشكلة العلاقة بين الإسلام والاستعمار ونشأة المجتمع الحديث. وسوف تنحصر القضية التي يطرحها هذا القسم في أن وجهة نظر فيبر بأن الأخلاق الرأسمالية والعلمانية قد وافقت الشرق الأوسط ليس لوجود علاقة داخلية بين المجتمع الصناعي والأخلاق العلمانية وذلك لأن المثقفين المسلمين والذين قد وافقوا على هذا التفسير الغربي للتاريخ كانوا قد استعاروا هذه المجموعة من وجهات النظر العالمية.