登入選單
返回Google圖書搜尋
註釋

هذا الكتابُ معروفٌ مشهورٌ بصاحبِه وبنفسِه. فأمّا صاحبُه نظام المُلك الطوسيّ فكان وزيرَ السّلاجقة الأقدرَ والأشهرَ قُرابةَ خمسةٍ وثلاثين عاماً. وطّدَ مُلْكَهم ووسّعَ آفاقَهُ وحماهُ من الطّامعين والحاقدين في الدّاخل ومن الأعداء المتربّصين في الخارج. وهو الذي أنشأ المدارسَ النظاميّةَ في حواضرِ الدّولة الإسلاميّة من مثل بغداد وأصفهان ونيسابور، وإنْ كانتْ وقفاً على الشّافعية مدرِّسين وطلّابَ علم.

أمّا الكتاب، فيعزّ نظيرُه في موضوعِه، لأنّه وثيقة مهمّة عن عصرِ مؤلِّفه دينيّاً وفكريّاً وتاريخيّاً وحضاريّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً وإداريّاً، وسِجِلٌّ يرصدُ حركاتِ الفِرَق والمذاهب الخبيثة والهدّامة التي كانت كلُّها روافدَ تصبُّ في نهر «الباطنيّة» الأكبر وتهدف إلى تقويض الإسلام ومَحْق المسلمين.

والكتاب، أخيراً، أثرُ «سياسيّ عجوز» بارعٍ مزجَ فيه التّاريخَ وأحداثَهُ وعِبَرَهُ بتجاريبه الخاصّة في الإدارة والحُكم، فكان قميناً بأن يختارَهُ «ملكشاه السلجوقيّ» دون غيره ممّا أُلِّفَ امتثالاً لأمره، ليتّخذه «دستوراً» في حُكم البلاد والعباد بالعدل والحقّ والعزم والحزم في آنٍ واحد.


يوسف بكّار